استشهد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، بتسجيل مصور يحاكي سيرة الراحل عبد الحميد مهري أنجز قبل وفاته، لينفي ''الخصومة'' بين جبهة التحرير الوطني وأمينها العام الأسبق، واستغل بلخادم الفرصة وهو يذكر مواقف مهري على رأس المؤتمر القومي العربي، ليهاجم لجوء وفد الجامعة العربية لمجلس الأمن ''للاستقواء بالآخرين'' ضد بلد عربي. شارك المئات من القياديين وإطارات جبهة التحرير الوطني وعدد من وزرائها الحاليين والسابقين، في تأبينية أقامها الحزب بمقره في وفاة الأمين العام الأسبق، عبد الحميد مهري، وحرص الأمين العام عبد العزيز بلخادم، ألا يفوّت في كلمة التأبين الفرصة ل''كف الألسن'' عن خصام جرى تداوله بين الحزب ومهري منذ الطلاق الشهير ''المؤامرة العلمية''، واستشهد بلخادم بكلمات له في حق الرجل وهو حي، ضمن شريط مصور عرض في التأبينية حول مسار مهري التاريخي والسياسي، وذكر بلخادم قائلا: ''طلبت مع إخواني إحضار الشريط (مذكرة تخرج مصورة) من أجل تبليغ رسالة: العمل تم في حياته''. وعكس التعازي التي وردت من شخصيات سياسية في وفاة مهري تذكر مساره التاريخي وأقصت مساره السياسي، كان لافتا في تأبينية بلخادم تركيزه على مواقف الرجل ''أذكر من تلك الكلمات قبحا، في أعقاب العقد الوطني وجلسات الحوار (سانت إيجيديو) عندما غضبت الساحة وزمجرت، فكان يرد يوضح ويجيب ويكتب في كل المواقع بهدوء وباتزان وارتياح وروية عن دراية بدون فضاضة أو استعلاء''. واستذكر بلخادم من إشراف مهري على أمانة الحزب ''قلمه الذي لا يغادر أصبعيه... نجتمع وهو يحضر مشروع البيان حتى أحيانا ما يتجاوز منها حدود المسموح به في آداب الحديث''، ونعت الراحل يقول ''عرف زاهدا في أمور الدنيا متعففا بقلب مفتوح لكل الأفكار''. وذكر عبد العزيز بلخادم في صفات الأمين العام الأسبق ''حرصه على حفظ الدماء وحبه للمصالحة وسياسة رأب الصدع وتوسيع دائرة المشاركة لكل الجزائريين بعيدا عن التدخل الخارجي أو الحلول المستوردة أو الانسلاخ عن مقومات الشخصية الجزائرية''، واستعرض آراءه في دستور الجزائر عام 1996 ومساره على رأس المؤتمر القومي العربي، وفضل بلخادم في ذكر ''العروبة'' أن ينتقد توجه الجامعة العربية لملف سوريا لمجلس الأمن فقال ''في يوم دفن مهري كانوا يستقوون في مجلس الأمن بغيرهم والجامعة العربية ميثاقها عاد بلا أخلاق''. وتابع قائلا ''تموت يا عبد الحميد مهري والقضية العربية يموج بها لسانك... متى تكون الجامعة العربية جامعة، وتصير عربية''.