مرت سنة 2012 بسلام تقريبا على العائلات بولاية بومرداس حيث لم يتم تسجيل اية حادثة مأساوية ناتجة عن تسربات الغاز والتسمم بأول أكسيد الكربون التي تحولت في السنوات الاخيرة الى ظاهرة وهاجس كبير في المجتمع الجزائري المرتبطة بجملة من العوامل كغياب التهوية ، نقص صيانة الأجهزة المنزلية بالاضافة الى النوعية الرديئة لبعض الاجهزة الجديدة المستعملة في التدفئة التي هيمنت على السوق اغلبها بدون مرجعية تجارية حيث كانت سببا لعدة حوادث بحسب الاحصائيات والتحقيقات المقدمة عن اسباب انتشار الظاهرة.. وقد كشف بهذه المناسبة النقيب أحمد مقنين المكلف بالاعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية لبومرداس أن سنة 2012 لم يتم تسجيل فيها أية حادثة أليمة بالولاية ما عدا بعض التدخلات المعزولة على عكس عدد من ولايات الوطن التي أحصت حوادث مؤلمة بسبب تسربات الغاز والتسمم بأول أكسيد الكربون المؤدي الى الوفات، وعن أسباب هذه الحوادث وكيفية الوقاية منها، أكد السيد مقنين أن الأسباب الرئيسية لهذه الحوادث هي مرتبطة في الغالب بغياب التهوية داخل البيت وبالخصوص في فصل الشتاء الذي تكثر فيه هذه الحوادث نتيجة غلق كل المنافذ من نوافذ وأبواب دون التفطن لمخاطر هذه الظاهرة يقول ممثل الحماية المدنية خاصة وأن عملية تسرب الغاز لا يتم في الغالب الانتباه اليها من طرف افراد العائلة نظرا لعدم وجود رائحة الا أنه قدم بعض المؤشرات التي يمكن من خلالها التأكد من وجود تسربات كتغير شعلة جهاز التدفئة من اللون الازرق الى اللون الأحمر بسبب الاحتراق غير التام للغاز بالاضافة الى مخلفات اللون الاسود على أواني الطبخ التي تبدأ في الظهور مع وجود تسربات لغاز البوتان وأول أكسيد الكربون وهنا أكد السيد أحمد مقنين بالقول.. هناك خلط في المفاهيم يقع فيه الكثير من المواطنين وحتى الصحافيين بين ظاهرة التسمم بأول اكسيد الكربون المؤدية حتما الى الوفاة وهي الاكثر انتشارا حاليا نتيجة للأسباب المذكورة المرتبطة أساسا بغياب التهوية وصيانة الاجهزة وعدم قدرة المواطن معرفة ما اذا كانت هناك تسربات ام لا لغياب رائحة للغاز، وتسربات الغاز الناجمة في الغالب من قارورات غاز البوتان وشبكة غاز المدينة التي تؤدي الى الاختناق وخطر الموت مثلما قال..، وعن دور الحماية المدنية في مثل هذه الحالات والحملات التحسيسية المسطرة لتجنب هذه المخاطر المنزلية، كشف السيد احمد مقنين أن مديرية الحماية المدنية لبومرداس تقود ومنذ مدة حملة لتوعية المواطن بخطر التسممات بالغاز وهذا بالتنسيق مع مؤسسة سونلغاز ومديرية التربية للولاية عبر 32 بلدية تشمل جملة من الإرشادات الأولية لتجنب هذه الحوادث والوقاية من أخطارها يقدمها مختصين بالحماية المدنية مع توزيع مطويات وكتيبات لفائدة تلاميذ المدارس لتفادي الظاهرة ومعرفة اسبابها الحقيقية وهي حملة استطاعت كما قال تجنب كوارث حقيقية بفضل التحسيس وتعاون المواطن مع هذه الحملة من اجل حماية حياته وحياة عائلته وأطفاله.. هذا وقد طرح ايضا عدد من المواطنين واصحاب محلات بيع الاجهزة الكهرومنزلية مشكل رداءة بعض الاجهزة الخاصة بالتدفئة المنزلية التي يتم تسويقها بعيدا عن الرقابة على الرغم من مخاطرها الصحية حيث تلقى كبقية المنتجات الاخرى غير المسجلة المنتشرة في الاسواق رواجا كبيرا من طرف المواطنين بسبب تدني سعرها مقارنة مع أجهزة أخرى لماركات عالمية معروفة تستجيب لكافة شروط السلامة وهذا دون اخذ الاحتياطات الصحية اللازمة.