أحمد أبو الهيجا: مساعدة الجزائر جاءت وقت بحث جنين عن نصير سليمان بشارات: الفلسطينيون يفخرون بالجزائر حكومة وشعبا أكدت الجزائر من خلال المساعدة الأخيرة لسكان مدينة جنين بالضفة الغربية، رسوخ كعبها في دعم الصمود الفلسطيني بإزاء التدمير والتقتيل الصهيوني، حيث جاء القرار الرئاسي بمنح 30 مليون دولار لإعادة إعمار جنين كرؤية ثابتة وموقف أصيل بإزاء التزام الجزائر بدعم الموقف والثبات الفلسطيني أمام الإجرام الهادف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتفكيك أي مقاومة فعالة لصد الاحتلال والعدوان الصهيوني، فبعد أن عملت الجزائر على لم الشمل الفلسطيني ب«إعلان الجزائر"، وأكدت ثبات دعمها المالي المقرر للسلطة الفلسطينية، تُؤكد مرة أخرى التزامها الحقيقي قولا وفعلا بدعم القضية الفلسطينية ودعم صمود شعبها المقاوم. قال الدكتور أحمد أبو الهيجاء الباحث في علم الاجتماع السياسي ومدير الهيئة الاستشارية لتطوير المؤسسات في جنين، إن سكان جنين ومخيمها ينظرون بتقدير بالغ للدعم الجزائري السخي لإعادة إعمار جنين ومخيمها، عقب الهجوم الصهيوني الكبير عليها، والذي تصدت له المقاومة بكل بسالة، وقد جاء موقف الجزائر في لحظة هامة كان يبحث فيها أهالي جنين عن نصير لهم. وأضاف أبو الهيجا بأن الدعاية الصهيونية في السنوات الأخيرة تعمل على الترويج بأن المنطقة العربية وكثير من دول العالم لم تعد القضية الفلسطينية تشكل أولوية لها، وأن الفلسطينيين تحولوا إلى جسم معزول دوليا، لذلك فإن هذا الموقف العظيم للجزائر، في ذروة المواجهة، كان ضروريا من أجل تمتين مناعة وصمود المجتمع. بالمقابل - أضاف المتحدث - يجب التوضيح أيضا أن الفلسطينيين يتعرضون لحرب تجفيف منابع تمويلهم بذريعة محاربة الإرهاب، إضافة لنجاح الاحتلال في الضغط على كثير من المؤسسات الدولية وبعض الدول لحجب تمويلها عن فلسطين التي انخفض معدل التمويل الدولي لها أكثر من 70%، علما أن الجزائر من الدول القليلة التي ما زالت تحافظ على دعم سخي منتظم لفلسطين، وتتكرر في الأيام الأخيرة ومنذ إعلان الجزائر عن دعمها لجنين، عبارات الشكر والثناء والدعاء للجزائر دولة وشعبا، ممثلة بالرئيس تبون الذي عزز المواقف المميزة التاريخية للجزائر، وفي قلب مخيم جنين ومن أمام المنازل المهدمة ينعقد الأمل على الجزائر في تسريع إعادة الإعمار بما في ذلك مئات المركبات المدمرة والممتلكات الخاصة والعامة. وأفاد الدكتور أحمد أبو الهيجا ان أهالي جنين يحبون الجزائر ويعتبرون علمها مثل علم فلسطين، وقد صار مألوفا أن يكون العلم الجزائري معلقا على المركبات أو في المحال التجارية في مختلف المناسبات، لكن الموقف الأخير أشعرهم بعظم هذا الترابط الوجداني. لنقول باسم أهالي جنين: جنين تحب الجزائر وتعتبرها رافعة مستدامة للقضية الفلسطينية. من جانبه قال مدير مركز يبوس للاستشارات والدراسات الإستراتيجية، والباحث في دراسات الشرق الأوسط، سليمان بشارات، إن إعلان تقديم الجزائر منحة 30 مليون دولار لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في مخيم جنين، شكل واحدة من الأخبار التي خففت على المواطنين الفلسطينيين في المخيم حجم المعاناة التي مروا بها خلال العملية العسكرية التي نفذها الاحتلال الصهيوني بحق المخيم.. هذا الشعور – يقول محدثنا - نابع من محددات عدة؛ أولها شعور الفلسطينيين بالفخر بدولة الجزائر حكومة وشعبا، فهم دائما يستشعرون هذا الدعم وهذه الوقفات في أحلك الظروف، والجزائر لم تتوقف في يوم من الأيام عن تقديم مساعداتها الإنسانية والمالية للفلسطينيين في كافة مراحل ومحطات نضالهم ضد الاحتلال. أما المحدد الثاني – يواصل بشارات – فإن الفلسطينيين يدركون أن ما تعلن عنه الجزائر من منح ومساعدة، هي مواقف وقرارات صادقة وتلقى طريقها للتنفيذ بخلاف بعض الوعود التي تقدم للشعب الفلسطيني من بعض الأطراف ولا تنفذ، أو تتأخر في التنفيذ، أما المحدد الثالث، فهو البعد النفسي الذي يستشعره الفلسطينيون من وقوف الجزائر الشقيقة معهم أمام ما يعانونه جراء ممارسات الاحتلال الصهيوني بحقهم، وهذا لوحده يشكل دافعا أكبر في استمرارية النضال والصمود على الأرض الفلسطينية.