أكّد الخبير الأمني أحمد ميزاب أن منطقة الساحل الإفريقي تشهد «فوضى حقيقية»، وبأنها منطقة تفتقد لمفهوم الاستقرار والأمن، موضحا بأن هذه الدول «تنام على بحيرات من الأزمات الراكدة» التي إذا ما تحرّكت سوف تفجّر المنطقة بأكملها، فأزمة النيجر الأخيرة والتلويح باستخدام القوة ضد الانقلابيين والتحرك الفرنسي المشبوه، وانتقال فصول من الحرب الأوكرانية الى منطقة الساحل الإفريقي، هي مجموعة عوامل تضع المنطقة أمام سيناريو حرب إقليمية مفتوحة على كافة الاحتمالات حسب تعبيره. أشار أحمد ميزاب في تصريح خصّ به «الشعب»، الى أن الحدود الجزائرية سواء البرية منها أو المتوسطية، هي «حدود ملتهبة» تشهد مخاطر أمنية متحركة، ناهيك عن مخطّطات المخزن وتحالفاته مع الكيان الصهيوني، والمكائد التي تُحاك من أجل خلط الأوراق في المنطقة بأكملها، وزرع الفوضى التي يستنفع منها الكيان الصهيوني من خلال المخزن المغربي، أداته الوظيفية في المنطقة. شدّد المتحدث على أن الهدف من كل هذه البلبلة الأمنية بات واضحا للعيان، وهو محاولة ضرب واستهداف الاتحاد الإفريقي الذي وجّه صفعة موجعة للكيان الصهيوني، الذي يحاول الانتقام من المنظمة القارية وتماسكها من خلال استخدام وتوظيف المخزن المغربي من أجل ضرب الاتحاد الإفريقي واستقراره، وما نشهده في منطقة الساحل يضيف المتحدث - ليس إلا جزءا من مخططات هذا الكيان وعملائه الرامية إلى خلط الأوراق في المنطقة. قال الخبير الأمني أحمد ميزاب أن الجزائر تدرك وتستوعب بشكل جيد ودقيق حجم أزمات منطقة الساحل، وبأن تحركاتها الديبلوماسية تسير في اتجاه احتواء ومجابهة هذه المخاطر «بالتي هي أحسن»، مشيرا إلى أن الاستراتيجية المتبناة هي استراتيجية متعددة الأبعاد، فهي ذات بُعد أمني معروف بمحدداته التسع، والذي يُسهم بشكل كبير جدا في مجابهة المخاطر، والحيلولة دون حدوث أي اختراق أو استهداف أو حتى محاولة تهديد لمفهوم الأمن والسلم والاستقرار. جدّد المتحدث التأكيد على أن معادلة أمن الحدود، والتي تسير في إطار تحقيق أهداف جيدة رغم صعوبة تحقيقها، قد نجحت الجزائر في توظيفها ووصلت الى حد بعيد في «تصفير المخاطر الأمنية»، من خلال مقاربة أمنية متكاملة استخدمت فيها التقنية والتكنولوجيا والعصرنة بكافة أدواتها وأساليبها، في سياق يسمح بتجنب المخاطر والتداعيات. اختتم المتحدث القول بأن البُعدين السياسي والاقتصادي لا يمكن التغاضي عنهما، فالحركية الدبلوماسية ونشاطها الرامي إلى احتواء الأزمات والمجابهة وتقديم المقاربات السياسية والاقتصادية الناجعة، تشكّلان رؤية ذات بعد شمولي لمختلف هذه التحديات ومختلف هذه المخاطر، مشيرا الى أن الجزائر «تسير بخطوة نحو الأمام»، فلم تتوقف يوما عند حد تأمين حدودنا الوطنية فحسب، بل سعت إلى صناعة الاستقرار لدى الدول المتضررة والمتأزمة.