إكتست مشاركة الرئيس الصحراوي في أشغال قمة "بريكس" التي انعقدت بجنوب إفريقيا، أهمّية كبيرة بالنظر إلى اللقاءات والإتصالات التي أجراها السيد إبراهيم غالي مع عدد من رؤساء الدول والحكومات الحاضرة بجوهانسبورغ، وأيضا بالنظر إلى موقف مجموعة "بريكس" التي شدّدت على ضرورة التوصل إلى حل سياسي دائم ومقبول من الطرفين (المغرب وجبهة البوليساريو) لقضية الصحراء الغربية، وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية. تباحث رئيس الجمهورية الصحراوية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد ابراهيم غالي مع عدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركة في أشغال قمة "بريكس أفريقيا"التي اختتمت بجنوب إفريقيا، وشكلت المستجدات الراهنة للقضية الصحراوية على المستوى القاري والدولي محور هذه المباحثات التي رافقت كلمة لغالي خلص فيها إلى "أن القارة الإفريقية لن تحقق تقدما إلا إذا تخلصت من الاستعمار ومخلفاته". وأوضح الرئيس الصحراوي في كلمته إلى أن القارة الإفريقية "تمتلك قدرات هائلة بشبابها الحيوي وتزخر أرضها بثروات هائلة، إلا أنها عانت وما زالت تعاني من التهميش وحتى من الاستغلال والمديونية، التي أفقرت العديد من بلدانها وحالت دون نموّها الاقتصادي والاجتماعي". وأكد في السياق أن إفريقيا "لن تحقق تقدما إلا إذا تخلصت من الاستعمار ومخلفاته في كامل بلدان القارة"، وهو ما لم يتحقق لحد الآن كون بلاده مازالت محتلة من قبل المغرب. وأضاف السيد غالي أن الجمهورية الصحراوية تعتبر أن السلام والاستقرار في قارة افريقيا مرهونان بتحمل المجتمع الدولي وخاصة أعضاء مجلس الأمن لمسؤولياتهم في فرض احترام الشرعية الدولية، "بعيدا عن الكيل بمكيالين". وتابع أن الجمهورية الصحراوية "تخاطب من منطلق أنها تعاني اليوم، في القرن الواحد العشرين، من ظلم صارخ وانتهاك سافر للقانون الدولي ونهب متواصل لثرواتها الطبيعية، بتدخل مخجل من أطراف دولية تسعى لفرض خيارات أحادية ظالمة، بما في ذلك على مستوى مجلس الأمن الدولي، تحول دون تمكين الشعب الصحراوي من استكمال سيادة بلده على كامل ترابه الوطني". وكان الرئيس الجنوب افريقي قد جدد في كلمة متلفزة ألقاها عشية انطلاق قمة "البريكس"، حول السياسة الخارجية لبلاده، دعم جنوب افريقيا المستمر لنضالات الشعب الصحراوي حتى نيل الحرية والاستقلال. أفرقة الحلول في الأثناء، شددت مجموعة "بريكس"، على ضرورة التوصل إلى حل سياسي "دائم ومقبول" من الطرفين (المغرب وجبهة البوليساريو) لقضية الصحراء الغربية، وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية، مجددة تأكيدها على مبدأ "الحلول الافريقية للمشاكل الافريقية". وحثت مجموعة "بريكس"، في البيان الختامي الذي توج أشغال قمة قادة الدول الأعضاء (البرازيل، روسيا، الهند، الصينوجنوب افريقيا) المنعقدة بجوهانسبورغ، على "ضرورة التوصل إلى حل سياسي دائم ومقبول للطرفين لمسألة الصحراء الغربية طبقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتنفيذا لولاية بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)"، كما أكدت تأييدها للبيان المشترك الصادر عن نواب وزراء خارجية مجموعة "بريكس" والمبعوثين الخاصين للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اجتماعهم في 26 أفريل الماضي، بمدينة كاب تاون بجنوب افريقيا. وكان هؤلاء قد أكدوا على "ضرورة التوصل إلى حل سياسي مستدام يقبله الطرفان لقضية الصحراء الغربية طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة". وأعرب المشاركون في الاجتماع عن "دعمهم الكامل لتنفيذ مهمة المينورسو". وجددت التأكيد على ضرورة أن تكون "الحلول الافريقية للمشاكل الافريقية" هي المبدأ الاساسي لحل النزاعات في القارة. وفي هذا الصدد، أعربت دعمها ل«جهود السلام الافريقية في القارة لتعزيز القدرات ذات الصلة للدول الافريقية". ممثل البوليساريو في الأممالمتحدة دعم الشعب الصحراوي في تقرير المصير.. حتمية دعا ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة والمنسق مع بعثة الأممالمتحدة المكلفة بتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (المينورسو)، سيدي محمد عمار، إلى مرافقة الشعب الصحراوي الذي لا يزال يرزح تحت وطأة الاحتلال المغربي ومده بالدعم والتضامن لتمكينه من ممارسة حقه غير القابل للتصرف وغير القابل للتقادم في تقرير المصير والاستقلال. وشدد المسؤول الصحراوي في محاضرة ألقاها، في إطار الندوة الرقمية الثانية لدبلوم الدراسات حول إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا بعنوان "إفريقيا وأمريكاالجنوبية: نحو أجندة أولويات مشتركة" في جامعة " لاتييرا" بالاكوادور، على أن "الاستعمار، الذي قد يبدو وكأنه ظاهرة من الماضي بالنسبة للبعض، لا يزال قائما في إفريقيا مع كون الصحراء الغربية آخر مستعمرة في القارة الإفريقية، مما يعني أن عملية إنهاء الاستعمار لم تنته بعد". وعليه يضيف سيدي عمار، فإن "الأمر يتطلب مرافقة الشعب الصحراوي ومده بالدعم والتضامن المتعدد الأوجه لكي يتمكن من ممارسة حقه غير القابل للتصرف وغير القابل للتقادم في تقرير المصير والاستقلال". وفي هذا السياق، نوّه ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة والمنسق مع (المينورسو) ب«الدور الكبير" الذي لعبته بلدان من إفريقيا وأمريكاالجنوبية في ترسيخ حق تقرير المصير كحق أساسي في منظومة الأممالمتحدة خلال المناقشات في مؤتمر سان فرانسيسكو في كاليفورنيا بالولايات المتحدةالامريكية في عام 1945، وبمشاركتها في إثراء صياغة الفصل الحادي عشر من ميثاق الأممالمتحدة بشأن "الإعلان المتعلق بالأقاليم غير المحكومة ذاتيا" أمام معارضة القوى الاستعمارية في ذلك الوقت. كما أشار إلى "الدور الأساسي" الذي لعبته بلدان من أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا في تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة في 14 ديسمبر 1960، للقرار 1514 (د-15) المعروف باسم "إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة"، الذي يعد "حجر الزاوية في حركة إنهاء الاستعمار عبر العالم" مذكرا بأن هذا القرار "لا يعترف بحق تقرير المصير كمبدأ فحسب، كما هو الحال في ميثاق الأممالمتحدة، بل أيضا كحق لجميع الشعوب تحدد بموجبه بحرية مركزها السياسي وتسعى بحرية إلى تحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية". تستثمر في الطاقة الخضراء بالأراضي المحتلة إدانة توريط المغرب لشركات أجنبية في نهب الثروات الصحراوية أدانت جبهة البوليساريو، محاولات الاحتلال المغربي توريط شركات أجنبية للإستثمار في الطاقة الخضراء بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية، مؤكدة أن هذه المحاولات مصيرها الفشل، مثلها مثل اتفاقيات الصيد والزراعة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. ونبهت جبهة البوليساريو في بيان صادر عن منصور عمر، عضو الأمانة الوطنية للجبهة، المكلف بالاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأوروبية، الى خطورة تداعيات هذه المحاولات المغربية الرامية الى توريط شركات أجنبية للإستثمار في الطاقة الخضراء بالمناطق المحتلة، مؤكدة أن هذه الشركات لن تجني "سوى فقدان استثماراتها والمخاطرة بحياة عمالها وقطع الطريق أمام أية استثمارات مستقبلية واعدة لها مع الجمهورية الصحراوية بعد الحل النهائي للقضية، الى جانب خرقها للقانون الدولي والشرعية الدولية وما ينجر عن ذلك من مواجهات قانونية محتملة". وأوضح منصور عمر أن هذا العمل "لا يخرج إطلاقا عن إطار محاولات مبتذلة وسافرة في حرب استعمارية خاسرة مسبقا ضد الشعب الصحراوي الذي لا يسعى إلا لتحقيق حقه من خلال تطبيق واحترام مقتضيات القانون الدولي التي تعترف له بهذا الحق". إلى ذلك، تناول البيان الوضع الحالي للقضية الصحراوية، حيث أشار إلى استمرار الانتهاكات الجسيمة والممنهجة التي يمارسها المغرب بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية، ومنها حملات القمع والاختطاف والاختفاء القسري الذي شمل أزيد من 400 صحراوي وصحراوية من المدنيين العزل، والاعتقالات التعسفية التي شملت مئات الصحراويين والصحراويات، الى جانب "تماديه في تحدي الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي، ومواصلة حصاره المطبق على المناطق الصحراوية المحتلة ومنع الصحافة الدولية والمنظمات الحقوقية والمراقبين الدوليين من زيارتها"