وصل وفد رسمي سعودي، يترأّسه السفير نايف بن بندر السديري، المفوّض فوق العادة، إلى رام الله، ظهر أمس الثلاثاء، لتقديم أوراق اعتماده رسميا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. دخل السفير الذي يمثل بلاده لدى الأردن كذلك، عبر جسر الملك حسين إلى أريحا، واتجه مع الوفد المرافق له إلى مقر المقاطعة في رام الله للقاء عباس. وفور دخول الوفد الأراضي الفلسطينية، غرد السفير عبر حسابه بموقع "إكس" قائلا: "من دولة فلسطين الحبيبة أرض كنعان أجمل التحيات، مقرونة بمحبة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد". وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، أعلن أن نايف بن بندر السديري سيقدم أوراق اعتماده أمام عباس، كأول سفير سعودي لدى السلطة الفلسطينية. وقال الشيخ في تغريدة عبر منصة إكس (تويتر سابقا): "نرحّب بسعادة سفير المملكة العربية السعودية لدى دولة فلسطين الذي سيقدم خلال أيام أوراق اعتماده أمام الرئيس محمود عباس"، دون الإشارة لموعد محدّد. واعتبرت الخارجية، هذه الزيارة "محطة تاريخية مهمة لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وفتح المزيد من آفاق التعاون المشترك في المجالات كافة". وأشارت إلى أنّها تثمن "المواقف الأخوية الصادقة للمملكة العربية السعودية الشقيقة في دعم وإسناد حقوق شعبنا الوطنية العادلة والمشروعة في المحافل كافة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده، رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان"، وفق البيان. وهذه أوّل مرة تعيّن فيها السعودية سفيرا لها لدى فلسطين، علمّا بأنّه كان للمملكة قنصلية عامة في القدسالمحتلة، لكنها أغلقت مع احتلال المدينة عام 1967، حيث كانت الضفة بما فيها القدس الشرقية، تخضع لإدارة أردنية آنذاك. انتهاك متواصل للأقصى ميدانيا، واصلت مجموعات من المستوطنين الصهاينة اقتحاماتهم الكبيرة للمسجد الأقصى المبارك صباح أمس، تلبية لدعوات "منظمات الهيكل" المزعوم خلال فترة الأعياد اليهودية، التي شهدت انتهاكات واسعة لحرمة المسجد الأقصى الخاص بالمسلمين وحدهم. وأوضحت إدارة المسجد الأقصى المبارك التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدسالمحتلة، أن "مجموعات تضم أعداد كبيرة من المستوطنين، بدأت في اقتحام المسجد الأقصى صباح الثلاثاء من باب المغاربة، وهي تقوم بجولات استفزازية في باحات المسجد الأقصى بحماية القوات الخاصة الصهيونية". وذكرت أنّ "العديد من المقتحمين، قاموا بأداء صلوات تلمودية وانبطاحات"، منوهة أن قوات الاحتلال التي ترافق المقتحمين لحمايتهم، "تمنع حراس المسجد الأقصى من الاقتراب منهم لنحو مسافة 50 مترا، حيث يقوم الحراس بالتبليغ عن أي تحركات للمستوطنين داخل الأقصى". ونبّهت إدارة الأقصى إلى أن قوات الاحتلال و«حرس الحدود"، تتواجد بكثافة على أبواب المسجد الأقصى، حيث تقوم بالتدقيق في هويات القادمين للصلاة في الأقصى. من جهتها قالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إنّ عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية، وأدَّوا طقوسا تلمودية في باحاته، وتلقَّوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، قبل أن يغادروا المكان من جهة باب السلسلة. وأضافت الوكالة قوات الاحتلال منعت المرابطات المبعدات عن المسجد الأقصى من الصلاة والتواجد عند أبوابه، وشدّدت إجراءاتها على دخول المصلين الوافدين من القدس وأراضي فلسطينالمحتلة عام 1948 إلى الأقصى، ودقّقت في هوياتهم، ومنعت دخول الطلاب إلى مدارسهم داخل المسجد. في سياق آخر، قطع مستوطنون، فجر أمس الثلاثاء، عدداً من أعمدة الكهرباء بين بلدتي قصرة وجالود، جنوبي نابلس، شمالي الضفة الغربية، قبل تصدّي الأهالي لهم، وفقاً للناشط ضد الاستيطان فؤاد حسن. إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر أمس، أربعة شبان فلسطينيين خلال اقتحامها بلدة سلواد، شرق رام الله، وسط الضفة، كما داهمت منزل الأسير عمرو الطويل في مدينة البيرة، وسط مواجهات بين الشبان وتلك القوات.