على غرار العديد من ولايات الوطن، تزخر مستغانم بعدة عادات وتقاليد لإحياء ذكرى مولد خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام، حيث توارثت العائلات المستغانمية العريقة العادات جيلا عن جيل تجلت في المديح النبوي وتحضير أشهى الأطباق، والتزين بالحناء. تبدأ العائلات المستغانمية التحضير للمولد طيلة الأسبوع تحضير الرفيس المستغانمي الذي يتكون من السميد والزبدة ويقدم بالعسل ويزين بالمكسرات، وفي عشية الاحتفال بالمولد تعكف ربات البيوت على طهي الطبق الرئيسي الرقاق او التريد وهو ما يعرف بطبق الشخشوخة في عدة ولايات ولكن ما يميز التريد المستغانمي هو أنه بالدجاج والمرق الأحمر. كما لا يخلو بيت من بيوت المستغانميين من رائحة البخور والعنبر والجاوي التي تفوح من كل البيوت احتفالا بالمناسبة الطيبة فضلا عن إشعال الشموع من مختلف الأشكال والألوان في كل أركان المنزل وعلى مائدة العشاء لتضفي جوا بهيجا على المكان. وفي جو عائلي تقام سهرة المولد بالمديح النبوي حول موائد من الشموع بصحبة الأطفال يرددن أغاني وقصائد دينية على غرار (زاد النبي وفرحنا به) و (يا سعدي زاد النبي وفرحوا به الملائكة) و(طلع البدر علينا) وغيرها من الأناشيد لتختتم السهرة بوضع الحنة للأطفال، هذا من جهة، من جهة أخرى يقوم الأطفال بالاحتفال بالمولد على طريقتهم عن طريق المفرقعات والألعاب النارية والشموع بأنواعها. كما تفضل بعض العائلات المستغانمية ختان أبنائهم في ليلة المولد النبوي الشريف تبركا بهذا اليوم المبارك، وهي عادة تشترك فيها جميع المناطق الجزائرية. «القايلي".. قراءة "الهمزية" في المساجد هذا وتشهد مختلف المساجد والزوايا بالولاية منذ مطلع شهر ربيع الأول قراءة "الهمزية" للشيخ النبهاني التي تضم 1000 بيت حول الرسول الكريم من مولده إلى وفاته مع قراءة القرآن الكريم وقصائد المدح لتختتم في ليلة المولد بختم هذه القصيدة وقراءة الأحاديث النبوية الشريفة وهي عادة قديمة تسمى ب "القايلي". و«القايلي" هي عادة تتضمن ترديد قصائد في مدح الرسول الكريم لعدد من مشايخ الصوفية مثل سيدي بومدين شعيب والشيخ العلاوي والشيخ الحاج عدة بن تونس. إلى جانب ذلك، تنظم مسيرة تعرف ب "التبوشير" تجوب الأحياء يوميا بالمديح في شكل فرقة صغيرة تتغنى بمولد خير الانام "البشير النذير يا سراج المنير"، لكن هاته العادة لم تعد موجودة إلا في أحياء قليلة لا تزال تحافظ عليها. عادات سلبية تعكر الاحتفالية وفي المقابل انتشرت عادات سلبية عكرت الأجواء المميزة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف وهي الألعاب النارية بمختلف أشكالها وانواعها والتي أصبحت تتسبب في احداث وتشوهات أو حتى فقدان البصر في كل سنة، إلا أن العادة لا تزال متواصلة رغم التحذيرات وحجز أطنان من المفرقعات من طرف أعوان الأمن. هذا وتبقى مستغانم بتراثها الثقافي الأصيل تحيي سنة المولد النبوي الشريف في جو من الفرح والالبسة التقليدية والرفيس والثريد وكل انواع الشموع وأروع الأغاني في مدح خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام.