يعتقد الكثير من الخبراء العسكريين، أن مخاوف الكيان الصهيوني على حياة أسراه الموجودين في قبضة المقاومة الفلسطينية تقيّد من خيارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضرب حماس، إذ تواجه دولة الاحتلال التي تجرعت مرارة أزمات رهائن سابقة ما قد تكون أسوأ أزمة محتجزين في تاريخها حتى الآن. توعّد نتنياهو "بانتقام ساحق"، لكن مصير الرهائن الصهاينة من عسكريين ومدنيين، والذين لا تزال أعدادهم غير واضحة، يعقّد بشكل كبير كيفية وفاء الاحتلال بتوعده بالرد بأسلوب قوي مع الالتزام في الوقت نفسه بالمبدأ القديم بعدم ترك أي أحد. والأكيد أن رجال المقاومة الذي لجأوا هذه المرّة إلى أسر أكبر عدد من الصهاينة، يقصدون بهذه الخطوة استخدام ورقة الرهائن لمبادلتهم بالاسرى الفلسطينيين، ففي 2011، بادلت دولة الاحتلال مئات الأسرى الفلسطينيين لتأمين الإفراج عن عسكري صهيوني واحد هو جلعاد شاليط الذي أسر لخمس سنوات. لكن الكثير من الصهاينة وداعميهم يزعمون بأن حماس احتجزت رهائن لتستخدمهم كدروع بشرية، وكسياسة تأمين من الردّ الصهيوني، وبالتحديد هجوم بري ضخم، وأكّدت بأنّه وبالنظر إلى الأعداد الضّخمة للأسرى فإن الردّ الصهيوني سيتعقّد. مصير الرهائن هذا وقالت دولة الاحتلال الصهيوني أنّها ستتحرّك لتحرير المحتجزين وستضمن عدم إلحاق أيّ أذى بمواطنيها، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، إذ لا توجد اختيارات سهلة، فمحاولة إنقاذ جميع من قالت حماس إنهم محتجزون في مواقع مختلفة من شأنه تعريض حياتهم للخطر. لكن إجراء مفاوضات مطولة مع حماس حول تبادل للأسرى ربما يمثل فوزا كبيرا لحماس. ولنتنياهو ذكريات مؤلمة مع عمليات تحرير الأسرى والرهائن، ففي 1976 قُتل أخوه الأكبر أثناء إنقاذ رهائن من مطار عنتيبي في أوغندا، وهو حدث قال عنه نتنياهو إنه رسم شكل حياته المستقبلية. وقاد شقيقه اللفتنانت كولونيل يوناتان "يوني" نتنياهو فريقا هجوميا يتألف من 29 فردا من القوات الخاصة الذين اجتاحوا صالة المطار لإنقاذ صهاينة وآخرين من ركاب طائرة تابعة لخطوط إير فرانس الجوية بعدما غير مختطفون فلسطينيون وألمان وجهتها إلى أوغندا.