«فلسطين لنا.. ننتصر أو نستشهد"، شعار حمله كثير من المشاركين في المسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني وأهلنا في غزة القابعين تحت قنابل الاحتلال المحظورة دوليا.. الشعار لم يكن مكتوبا على لافتة، بل هي الصفحة الأولى لجريدة "الشعب" التي حملها السائرون مساندة للقضية الفلسطينية، باعتبارها من الجنود الأوفياء في معركة وجودية لتحرير الأرض من احتلال صهيوني متعطش للدماء، جعلت من الحرف والكلمة سلاحها لمواجهة محاولات طمس وتزوير الحقائق، لأن "الشعب" لسان حال وطن يُفطم فيه الرُضع على حب فلسطين ومؤازرتها. ليس غريبا أن تكون صفحات الجريدة لافتة يحملها الباحث عن إظهار حبه ومساندته وتضامنه مع الشعب الفلسطيني الأبي، فصفحاتها استطاعت أن تختزل القضية في كلمة إن استخدمت في مكانها المناسب ستكون أشد وطأً من السلاح الناري أو القنابل الفسفورية المستعملة لقتل الأطفال والرضع وضرب المستشفيات والأحياء السكنية في غزة. ومعلوم أن "الشعب" ومنذ عقود تخصص صفحاتها لأم القضايا من خلال "صوت فلسطين"، التي تصدر كل يوم خميس، و«صوت الأسير" التي تصدر الأحد والثلاثاء، لتكون فضاء للأقلام الفلسطينية لإيصال ما يعيشه شعبهم حقيقة تحت نير الكيان الغاشم، بل حرصت على صدورها مهما كانت الظروف، ولم تحد عن خطها بالرغم من تغيير مديريها وتعاقب صحفييها جيلا بعد جيل، ما يعكس حقيقة جلية أن الجزائر بكلها سلطة، إعلاما وشعبا مع القضية الفلسطينية حتى النصر. تؤمن جريدة "الشعب" بالرسالة الإعلامية التي تحملها على عاتقها وأيضا تعترف بمسؤوليتها الأخلاقية والمعنوية تجاه قضايا الأمة، وإن كانت الجزائر ترفع رأس الأمة بمواقفها الثابته من القضية الفلسطينية قولا وفعلا -كما جاء في الصفحة الأولى لجريدة "الشعب" ليوم الخميس الماضي- فإن جريدة "الشعب" ترفع رأس الإعلام العربي بالكلمة الصادقة والثبات على الموقف. تستنفر العميدة "الشعب"، "الكلمة" لمواجهة مخطط صهيوني لاختزال فلسطين في غزة أو الضفة الغربية، ولمنع محو فلسطين من الخارطة الجغرافية وتعويضها بدولة لا نعترف بها أصلا. "الشعب" تناضل ومنذ عقود من الزمن عبر ما تخصصه من مادة إعلامية لأم القضايا من اجل الإبقاء على فلسطين كجغرافيا ودولة وشعب وتاريخ في الذاكرة الإنسانية، لأن الكيان لا يكتفي بقتل الأبرياء وإبادتهم وتهجيرهم من أرضهم، بل يقود في المقابل معركة وعي لطمس الوجود الفلسطيني من الذاكرة الإنسانية بكل أبعادها وامتداداتها التاريخية والجغرافية والإنسانية.