تبعث قصص الناجين من مرض السرطان الكثير من الأمل للمرضى، وتحثهم على تقبل العلاج، والسير بثقة نحو مرحلة التعافي، ولدى الناجين أو المرضى الذين في طور التماثل للشفاء تجارب تمكنهم من توعية غيرهم، فقصصهم تكشف أن معاناة مريض السرطان يمكن أن تنتهي كلما تحلى بالروح المعنوية العالية، وكلما وقف المحيطون به إلى جانبه لتمكينه من مواجهة المرض. * نجاح رغم المرض تقول "ناريمان" التي كافحت سرطان العظام، ووجدت تحسّنا كبيرا بعد أن قررت التحلي بالأمل، رغم أنّها ما تزال تحت العلاج، وتروي قصتها من بداية شعورها بالأعراض التي ظهرت على شكل ألم في الرجل كانت تشعر به لدقائق ثم يختفي، إلى أن عثرت على الطبيب المختص الذي تمكن من تشخص حالتها، وكشف سر ألمها وعرفت أنها مريضة بسرطان العظام. «ناريمان" هي إحدى المريضات بالسرطان اللواتي تحصل على دعم للوصول إلى مرحلة التعافي، وبدأت مرحلة علاجها عندما كانت جائحة كوفيد-19 في ذروة انتشارها، ما جعل بداية العلاج متزامنة مع الوباء الذي سبب القلق للجميع، لكنها استطاعت أن تتجاوز تلك المرحلة. تمكّنت "ناريمان" رغم مرضها من النجاح في دراستها وحصلت على شهادة البكالوريا، وقاومت الألم بشجاعة ولم تستسلم، وأصبحت بالنسبة لمرضى السرطان من المريضات اللواتي يلهمن غيرهن بضرورة مواصلة العلاج وممارسة الأنشطة الدراسية والحياة الطبيعية، لأن ذلك يساعد المريضة على تمكين ذاتها وعلى أن تكون فاعلة في مجتمعها. لا تخفي "ناريمان" أنّها كانت تقاوم المرض، وأن الأمل يصبح خيارا لا بد منه، وعندما يتسلح به المريض فإنّه يجعل من قدرته على مواجهة المرض والتغلب عليه أسهل بكثير، وهذا ما تعيشه وما تنصح به غيرها من المرضى الذين لا يزالون في مرحلة العلاج. وتقول المريضة التي أصيبت بالمرض وهي في سن 17، إن مرضى السرطان ينضجون فكريا خلال مرحلة مواجهتهم للمرض؛ لأنهم لا يجدون أمامهم سوى التعامل بالحكمة والصبر للتغلب على السرطان، ويرون أن الأشياء كلها تتضاءل أمام الهدف الأساسي الذي يسعون إليه وهو التعافي، ومع الأمل وقوة الإيمان والثقة بالله، يختفي اليأس. * خطر إهمال الكشف المبكّر تقول في حديثها عن تجربتها مع سرطان العظام: "السبب في إهمال الكشف المبكر لسرطان العظام أن غالبية المرضى لا يتوقعون أنهم مصابين بالمرض لذلك لا يذهبون للكشف، لأنهم يعتقدون أن الأعراض ناتجة عن أسباب صحية أخرى، لكن الصواب هو أن يسارع كل شخص يشعر بأعراض سرطان العظام إلى الكشف فورا". وللمرضى الذين في طور العلاج وفي طريقهم إلى التعافي، توجّه لهم نصيحة مفادها أن عليهم أن يأخذوا وقتهم الطبيعي، وأن التعافي الجسدي من المرض يليه التعافي المعنوي والعودة إلى الحياة الطبيعية بالتدريج، وذلك ما استفادته من الدعم الذي حظيت به بدورها من إحدى الناجيات من السرطان. ومن واقع تجربتها تختم بنصيحة أخرى لمرضى السرطان، وترى أن عليهم أن يحصلوا على الدعم المعنوي والنفسي من خلال الاقتراب من الأشخاص الذين مروا بتجربة المرض والتعافي، لأن لديهم من الخبرة النفسية في التعامل مع المرض أكثر من غيرهم.