كشف المخرج الغوتي بن ددوش أن السينما الجزائرية كانت تعيش في سبات عميق خاصة بعد ان أغلقت بعض من دورها وسلمت مهام إدارتها للبلديات التي اطفأت روح إبداع الفن السابع . اعتبر بن ددوش أن قرار تولي وزارة الثقافة مهام إدارتها يعتبر بمثابة نصر كبير للإبداع في الفن السابع وعودة محمودة للجمهور العريض والمتعطش للأفلام السينمائية للتردد على قاعاتها، خاصة بعد أن عاشت العديد من الهياكل والمرافق الثقافية في الآونة الأخيرة، شكلا لا مثيل له من أشكال التسيب والإهمال من طرف الجهات الوصية المسؤولة، عن هذه الهياكل المهملة والبعيدة كل البعد عن تأدية الدور المنوط بها، ويبدأ هذا الدور من ضمان النمو الثقافي والوعي الاجتماعي للمواطن الجزائري خصوصا، وصولا إلى سياسة التعتيم التي لا تنفك أن تطال القطاع السينمائي وهياكله التي تحولت معظمها إلى قاعات للحفلات لأغراض أخرى لا تمت للثقافة بصلة، بالإضافة إلى الانحراف الذي آلت إليه القاعات السينمائية، حيث تعرضت البعض منها للإهمال وسوء الاستغلال من مالكيها خاصة، وذلك رغم صدور قانون السينما الجديد الذي يعول عليه في حماية هذه المنشآت وتحديد كيفيات إعادة تنظيمها وبعث النشاط بها. وأضاف بن ددوش قائلا لنا أن نشاط وزارة الثقافة في هذا المجال يعتبر رائدا وطموحا حيث تسعى لإنقاذ الفن السابع في الجزائر، وهذا خاصة بعد أن أطلقت مشروع لانشاء48 قاعة سينما عبر الوطن، في مرحلة أولى، واحدة في كل ولاية، حيث تتوفر هذه القاعات على أحدث تقنيات العرض السينمائي كتقنية (الأبعاد الثلاثة) المعتمدة في معظم أفلام 2009 و2010 كما سيكون العمل فيها وفق المقاييس الدولية، للمساهمة في توزيع الإنتاج السينمائي الجزائري خارج العاصمة وتقريبه من الجمهور، كما يتم أيضا التحضير لإقامة مركز وطني بأولاد فايت، يحتضن الأرشيف السينمائي الجزائري الموجود حاليا بصفة مؤقتة بالمكتبة الوطنية، وهذا ما يعد نشاطا رائدا لإنقاذ الثقافة الجزائرية بكل جوانبها. سليم عقار يصرح ل»الشعب«: دور السينما عاشت الضياع والإهمال استحسن السينمائي سليم عقار قرار تسلم وزارة الثقافة تسيير قاعات السينما وهذا بعد أن طالها الإهمال و التخريب من قبل الجهات التي كانت وصية عليها. ودعا عقار في تصريح خص به »الشعب« الى ضرورة المحافظة على هذا الإرث الثقافي الذي يعد واجهة للجزائر، مؤكدا أن فتح قاعات السينما التابعة للبلديات أمر ضروري حيث سيسمح بتوزيع الافلام عبر جميع الولايات و التعريف بالإنتاج السينمائي والذي يشهد تطورا ملحوظا خاصة في السنوات القليلة الماضية. أما في يخص الطريقة المثلى للتعريف بالإنتاج السينمائي الجزائري اعتبر السينمائي سليم عقار»أن الأفلام الجزائرية حققت نجاحا معتبرا وكانت مثلا أعلى بالنسبة للمبدعين السينمائيين على مستوى المغرب العربي« وطالب نفس المتحدث الى تسويق هذه الأعمال قصد التعريف بها. من جهة أخرى شدد المخرج السينمائي عقار على ضرورة التعاون من أجل البحث عن السبل الكفيلة لتوزيع الأفلام الجزائرية على المستوى المغاربي والعربي بغرض التعريف بهويتنا وثقافتنا وبالبعد الحضاري والابداعي للسينمائيين الجزائريين. وتسائل المخرج عقار اذا ما كانت كافة القاعات المسترجعة ستخضع للترميم وإعادة الاعتبار وإعطائها طابع يليق بمقام هذا المكان، وإذ ما سيتم تفويض تسيير القاعات التي تم التنازل عنها لمتعاملين مؤهلين متخصصين في مجال الثقافة، وهو ما سيعمل على انتعاش القاعات السينمائية التي كانت تعيش في حلقة مفرغة من الضياع والإهمال، معتبرا أن قرار استرجاع قاعات السينما من قبل وزارة الثقافة سيسهل من عملية تسويق الفيلم الجزائري وتمكين الجمهور من الإطلاع على الإنتاجات السينمائية الجديدة ،وترسيخ تقليد إعادة الجمهور الى دور السينما التي هجرها بعد أن غزت الوسائل التكنولوجية الحديثة بيوتنا كالانترنت وقرصنة الافلام الجديدة فهنيئا للسينمائيين والجمهور المتعطش للفن السابع على هذا المكسب الكبير.
السعيد مهداوي على وزارة الثقافة إعادة الاعتبار للفن السابع اعتبر المخرج السعيد مهداوي استرجاع وزارة الثقافة لقاعات السينما، خطوة لصالح الفن السابع الجزائري لاستعادة مكانته والنهوض به، وإعادة فتح القاعات المغلقة أمام الجمهور المتعطش للأفلام السينمائية. أثنى السعيد مهداوي في حديث ل»الشعب« على هذا القرار، مشيرا إلى أنه سيعود بالفائدة أولا على الفنانين والمخرجين، وستسترجع السينما مكانتها على المستوى الدولي، ناهيك أن هذه المبادرة حسبه ستساهم بدورها في استرجاع الجمهور الغائب عن قاعات السينما بعد العمل على إعادة فتحها. وتساءل المخرج السعيد مهداوي عن دور البلديات في تسيير قاعات السينما، قائلا بأنها لا تعمل على تسييرها، مؤكدا على أن جميع القاعات التابعة لها إما مغلقة أو مكسرة، وقال بأنه كان من الضروري اتخاذ هذه المبادرة منذ زمن بعيد وليس اليوم، لا سيما بعد أن تم استبدال قاعات السينما بمحلات تجارية. وأضاف المخرج أنه من الضروري أن تسترجع وزارة الثقافة قاعات السينما، معتبرا مهام البلديات والولايات خلق هذه القاعات بالدرجة الأولى، ولو كان هناك مسؤولون واعون بالسينما حسبه لما همشت هذه الأخيرة، حيث لا توجد قاعات سينما ولا مسرح وقال »أصبح شعبنا يبحث عن ما يُشبع نهمه وفقط«. وأشار إلى أن هناك بلديات لا تتوفر على دور الثقافة أو السينما، وإن وجدت فهي في حالة يُرثى لها، وقال بأن هناك بلديتين فقط هما الجزائر وسيدي امحمد اهتموا بالسينما وقاموا بمحاولات لترميم القاعات، في حين أن البقية كانت لها أولويات أخرى أهم من الفن السابع. واعتبر المخرج السعيد مهداوي أن الدور قد جاء على وزارة الثقافة لإعادة الاعتبار للسينما، والتي أهملت منذ سنوات عديدة، داعيا الوزارة الوصية إلى مواصلة ترميم القاعات وتجهيزها حتى تسترجع مكانتها.