أعيد، صباح أمس، افتتاح قاعة سينما ”إفريقيا” بالعاصمة، أمام جمهور الفن السابع بعد غياب دام سنوات احتجبت فيه القاعة عن واجهة النشاطات السينمائية، بعد الصراع الطويل بين وزارة الثقافة التي سعت جاهدة لاسترجاع قاعات السينما تحت جناحها وبين استماتة البلديات في الدفاع عن فكرة تسيير دور السينما حفاظا على المداخيل التي تجنيها من وراء ذلك. الافتتاح أشرف عليه والي العاصمة بحضور رئيس المجلس البلدي لبلدية المحمدية، اللذين أعطيا الضوء الأخضر لإعادة بعث سينما ”إفريقيا”، مجددا في الساحة الثقافية ومن ثم إعطاء دفع قوي للفن السابع الذي طالما اشتكى من القطيعة مع جمهوره، حيث طلّق الأخير دور العرض لأسباب عدة فرضها تدني الفن السابع في الجزائر أواخر الثمانينات، ثم أمنية فرضتها العشرية السوداء أولا ثم للإهمال الذي طال قاعات السينما في الجزائر، كما تعتبر المناسبة تحديا كبيرا للبلديات لإثبات فعالية تسييرها لدور السينما التي ناضلت من أجل الحفاظ عليها، حيث كان منتظرا أن يعاد افتتاح قاعة ”افريقيا” هذا الصيف لكن تأخر أشغال إعادة التهيئة حال دون ذلك، وهي الأشغال التي قدرت تكلفتها المالية ب 17 مليار حسب تصريحات سابقة لرئيس المجلس البلدي مختار بوروينة، على اعتبار أن ”إفريقيا” تعد من أشهر القاعات السينمائية في العاصمة بطاقة استيعاب تقارب ال 2000 مقعد. وقبل دخول قاعة ”إفريقيا” نشاطها السينمائي الفعلي ببرمجة عروض سينمائية، تعيد ربط الوصال مع الجمهور العاصمي بالدرجة الأولى وجمهور المناسبات من مهرجانات وأيام سينمائية وغيرها بالدرجة الثانية، يُنتظر الالتفات لباقي دور العرض التي تتوفر عليها الجزائر والتي يبلغ عددها حوالي 320 قاعة سينمائية منها 227 قاعة تسيرها البلديات والجماعات المحلية، و26 قاعة يسيرها الخواص، فيما تحتكم وزارة الثقافة على 59 قاعة عرض 19 منها مخصصة للأرشفة والحفظ والترميم بعيدا عن الميدان التجاري، الأمر الذي وضع قطاع السينما في الجزائر تحت رحمة دور العرض السينمائي التي تستغل استغلالا غير سليم أو تحولت إلى نشاطات لا علاقة لها بالسينما، في انتظار أن تشد سينما ”إفريقيا” أزرها بإعادة الاعتبار لدور السينما المتواجدة على مستوى العاصمة على غرار سينما ”الهلال”، ”الجزائرية”، ”دنيا زاد”، ”رويشد” وغيرها من دور السينما المهجورة في ظل ما يعيشه واقع قطاع السينما في الجزائر.