أكّد الدكتور وليد شموري أنّ ما يحدث في غزة من قصف للمدنيين وقتل الأطفال وقصف المستشفيات والمدارس التي يفترض أن تكون ملاذا آمنا، ينبئ عن وجود نيّة صريحة للكيان الصهيوني لوأد القضية الفلسطينية، وإجبار الغزّاويين على الهجرة من أراضيهم وتهويد ما يمكن تهويده. قال شموري في حديث ل "الشعب"، إنه من المؤسف حقا أن يبقى المجتمع الدولي برمّته متفرّجا على كل تلك الانتهاكات، ويصمت على الوحشية الصهيونية المنقطعة النظير، خاصة وأن أمريكا - حسبه - هي من غيّرت المعادلة بعد أن فضحت المقاومة الفلسطينية هشاشة الكيان الصهيوني باختراق جوي وبرّي وبحري، وفضح مستوى أنظمته الدفاعية، فقد ألحقت المقاومة هزائم منكرة بالصهاينة، أعادت إلى الذاكرة وقائع أكتوبر السابقة، وليس هذا فحسب، بل بينت ضحالة تفكير القادة الصهاينة، ما سبب أزمات داخلية في عمق البنية الصهيونية. وذهب شموري قائلا إن سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية وانحيازها للصهاينة، يفاقم الأزمة الإنسانية، وهو ما تبينه تصريحات الرئيس بايدن حول دعمه المطلق للكيان ماديا ومعنويا، فقد قال صراحة بأن "الكيان دولة يهودية لكنها ديمقراطية وأنها إن لم تكن، ستوجدها أمريكا!"، وأضاف شموري أن بايدن تحدث وفق ما تمليه سياسة الكيل بمكيالين، وهي السياسة المهيمنة على صناع القرار في أمريكا، وأوروبا بصفة عامة، خاصة وأن الصهيونية المسيحية تشكل أهم العناصر المهيكلة، وفق سياق تاريخي حتميّ حسب زعمهم، والأيديولوجية العقدية فيها، لهذا كانت هذه الحرب وكان الاحتلال للبحث عن قيام الكيان الصهيوني. وقال شموري إنّ السياسة الغربية تمارس تطفيفا سياسيا ونفاقا إنسانيا في منطقة الشرق الأوسط بمحاولة القضاء على القضية الفلسطينية، وابتزاز ومساومة الدول الحدودية مع فلسطين بمنطق وأسباب عقائدية محض، وهو ما يروج له الإعلام الغربي بالقول إن أمريكا أنشئت لتقيم "الكيان الصهيوني"، في سياق بروباغاندا تجعل من الصهاينة ضحايا، رغم أن العالم أجمع يراهم وهم يمزقون أجساد الأطفال والناس والشيوخ. ولقد أدركت المقاومة الفلسطينية - يقول محدثنا - أن ما يحدث يقتضي المواجهة مع العدو، لهذا التزمت بما يملي عليها الواجب بضرورة الدفاع عن الأرض بكل السّبل، في ظل تخاذل المجتمع الدولي، وفي ظل البروباغاندا التي يقودها الإعلام الغربي، وتجعل من الجلاّد ضحيّة، وأضاف أن واجب جامعة الدول العربية يقتضي ممارسة دورها المفترض في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، والبحث عن حلول عاجلة قبل أن يبلغ الوضع مرحلة اللاعودة.