ساحة غزّة..تجديد العهد مع القضية الفلسطينيّة أشرفت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، أمس الأول، على افتتاح البرنامج الثقافي للطبعة 26 للصالون الدولي للكتاب بقصر المعارض الصنوبر البحري الجزائر العاصمة، الذي تستمر فعالياته إلى غاية الرابع من نوفمبر المقبل، وأكدت الوزيرة أن الكتاب سيظل الجسر الأكبر للتثاقف والحوار الحضاري الرفيع بين الشعوب والأمم، والسبيل الأرقى لنشر القيم الإنسانية. أعربت صورية مولوجي خلال كلمتها الترحيبية، عن تقديرها للمشاركين في أكبر حدث ثقافي في بلادنا من القارة الإفريقية، كونها ضيف شرف هذه الطبعة التي تبوّأت مكانة خاصة ضمن "ريبرتوار" صالون الجزائر الدولي للكتاب. وأكّدت الوزيرة، أن "الكتاب" مع كونه الرافد الرئيس للتعليم ونشر المعارف سيظل الجسر الأكبر للتثاقف والحوار الحضاري الرفيع بين الشعوب والأمم، والسبيل الأرقى لنشر القيم الإنسانية التي نحن في أمس الحاجة إليها، في ظل الانتكاسة التي تمر بها الإنسانية اليوم جراء الصراعات والحروب والنزاعات في أماكن كثيرة في العالم، وأشارت إلى أن أكبر دليل على ذلك، العدوان الغاشم الذي يتعرض له إخواننا في فلسطين الشقيقة، والذي بلغ حدّا خطيرا من الإجرام الضارب بعرض الحائط حقوق الإنسان والانتهاكات الصارخة للقوانين والمواثيق الدولية. نجدّد تضامننا مع إخواننا في فلسطين وقالت مولوجي: "من أرض الجزائر نجدّد تضامننا ودعمنا ووقوفنا مع إخواننا في فلسطين، وهو الموقف الشامخ لقيادتنا السياسية وفي مقدمتها السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والموقف التاريخي الثابت للشعب الجزائري الأصيل، المرافع دوما عن حقوق الشعب الفلسطيني ونضاله وتضحياته، معبرا بذلك عن حالة رفيعة وأصيلة من الأخوة، هي عصية عن الوصف بين الشعبين الجزائريوالفلسطيني". ولفتت مولوجي إلى أنه تمّ تخصيص فضاء مفتوح باسم "ساحة غزة"، حيث تقام على مدار أيام الصالون، العديد من الندوات والأماسي الأدبية والشعرية، إلى جانب الفضاء المحاذي له المخصص للتعبير التشكيلي ليبدع فيه أبناؤنا من طلبة الفنون التشكيلة، إضافة إلى "التضامن" بجعل جناح وزارة الثقافة والفنون جناحا فلسطينيا بامتياز، دون إغفال الندوة الكبرى التي تنعقد للأدب الفلسطيني، بحضور قامات عربية وجزائرية يتقدمها الكاتب الفلسطيني الكبير إبراهيم نصر الله، وهو جهد ارتأت الوزارة من خلاله تأكيد العهد مع القضية الفلسطينية، ومع كل القضايا العادلة في العالم عبر التفاتة رمزية تعبر عن التعاطف المطلق مع أطفال ونساء وبنات وأبناء فلسطين في هذا الظرف العصيب الذي يمرون به، قائلة: "كل الوفاء والدعم لهذا الشعب الأبي والصامد بأبطاله، والذي يعلن كل يوم وفي حالة فريدة عن التحدي والصمود، وأنه أراد الحياة، ولا بد أن يستجيب القدر". من جهة أخرى، أكّدت الوزيرة أن الجزائر تسعد حقّا بالمشاركة القياسية للناشرين والعارضين في الطبعة السادسة والعشرين من صالون الجزائر الدولي للكتاب، وهي المشاركة التي تؤكد أن هذا الموعد الثقافي الدولي أصبح مركز إشعاع حقيقي وطنيا ودوليا، مشيرة إلى أن انعقاد هذه الطبعة والقارة السمراء ضيف الشرف، تعبير عن الامتداد الثقافي الإفريقي للجزائر، والمؤكد - من جهة أخرى - على حجم التبادل والحوار الثقافي بين الدول الإفريقية التي ترفع معا التحديات الراهنة والمصير المشترك، وذكرت من بين الندوات المبرمجة، ندوة "الثقافة الإفريقية وتأكيد الذات في القرن الحادي والعشرين"، و«الالتزام في الأدب الإفريقي"، و«المشترك الصوفي الجزائري الإفريقي"، وكذا إحياء الذكرى العاشرة لرحيل نيلسون مانديلا بمشاركة نخبة من الكتاب الجزائريين والأفارقة. وذكرت مولوجي أن البرنامج الثقافي المرافق لفعاليات الصالون، يمثل واجهة ثقافية ثرية من خلال تنشيط أربعين فعالية شملت اللقاءات والندوات والمنصات حول الآداب والثقافات مع أسماء وازنة وطنيا ودوليا، وذلك بالموازاة مع الندوات الأدبية والفكرية التي تعنى بالإبداع الجزائري على غرار "التجريب في الرواية"، و«الكتابة في ظل الفضاء الرقمي" و«التأثيث المعرفي في نصوص الأدباء الشباب"، و«راهن الشعر الجزائري"، إلى جانب تنظيم "ندوة دولية حول فكر مالك بن نبي في ذكرى وفاته الخمسين"، وكذا تكريم وجوه أدبية مرموقة في المشهد الأدبي الجزائري، وإلى جانب موضوع الرقمنة الذي أولته الوزارة باهتمام بالغ من خلال جعله التيمة الأساسية والكبرى للصالون بتخصيص فضاءات تعنى به وبكل متعلقاته ذات الصلة بصناعة الكتاب في الجزائر. كما لفتت صورية مولوجي إلى أن وزارة الثقافة والفنون أسّست ضمن المقاربة الجديدة للفعل الثقافي، لتقاليد جديدة في فعاليات الصالون، حيث سيكون منفتحا على فضاءات ثقافية جديدة، من خلال تنظيم بعض الندوات الكبرى خارج أروقة المعرض، على غرار قصر الثقافة مفدي زكرياء، المكتبة الوطنية، متحف السينما وغيرها من الفضاءات الثقافية. وتمّ بالمناسبة تكريم قامات أدبية أسهمت في خدمة الثقافة مثل الروائي واسيني الأعرج، والكاتبة الروائية مايسة باي، كما خصّ التكريم أيضا الكاتب والشاعر الراحل حميد ناصر خوجة، والشاعر عثمان لوصيف، والشاعرة سليمى رحال.