آثار فضولنا مؤلف موسوم بعنوان "أحكي يا الراوي" خطّه شاب جزائري من ولاية البليدة، يبلغ من العمر 25 سنة فقط، يحكي قصصا شعبية جزائرية موثّقة، في 300 صفحة كاملة. في دردشة مع "رامي ضيف الله"، يلفت المؤلف إلى أنه "استغرق عاما كاملا من أجل تأليف الكتاب بعدما بحث في عديد القصص مع تمحيصها"، وأضاف أن القصص المنشورة مستوحاة من التراث الشعبي الجزائري الذي يعد مفخرة الجزائريين قاطبة. شغوف بالقصص والموروث الوطني.. في حديث جمعنا بالكاتب الشاب بحيز دار نشر "فهرنهايت 451"، قال إنه مولع وشغوف بالتاريخ الجزائري والموروث الوطني، خاصة القصص الشعبية التي ترويها جدته التي ينصت لها بإمعان منذ طفولته. ويذكر المتحدث أن "سيلا" كان مقصده في السنوات الماضية مع ثلة من أصدقائه، ويتابع في السياق: "أنا زائر وفيٌّ للمعرض الدولي للكتاب منذ سنوات، لهذا سعيت إلى أن أكون واحدا من الذين يعرضون مؤلفهم على الجمهور الواسع الذي يقبل على المعرض طيلة أيام افتتاحه وكان ذلك هذه السنة". ويشدد على أن تأليف الكتاب لم يكن سهلا، نظرا لطبيعة الموضوع الذي اشتغل عليه، إضافة إلى صعوبة النشر التي استغرقت عامين، ما أدى إلى بقاء الكتاب في أدراج مكتبة البيت في البليدة، إلى أن تقرر نشر الكتاب هذه السنة وعرضه في "سيلا". ويواصل بالقول: "وجدت بعض الصعوبات في التأليف لأن الأمر يحتاج صبرا كبيرا وعملا بجهد وتركيزا كبيرا جدا، خاصة في مرحلة التدقيق وتحرير الكتاب، مع الصعوبات في مرحلة النشر بسبب عراقيل بعض الأشخاص إلى أن تكفلت فهرنهايت بالنشر". " تحكي لي" جدتي.. «جدتي ربي يحفظها كانت هي مصدر إلهامي"، بهذه العبارات المملوءة بالاحترام، رد علينا رامي بشأن سؤال مصدر كتاباته، ويؤكد أن جدته البالغة من العمر 76 عاما تحفظ الكثير من القصص الشعبية المرتبطة بالثقافة الجزائرية، لاسيما في شقها المتعلق بالموروث الشعبي. ويبرز المتحدث أن طريقة إلقاء جدته للقصص التي تشبه لحد بعيد الرواة في المسلسلات التاريخية، جعلته يسافر في التاريخ كلما جلس إلى جانبها من أجل أن يستمتع بكل حرف تقوله. ويضيف: "طريقة جدتي في الإلقاء حبّبتني في القصص والنتيجة اليوم كتاب يحمل قصصها". وبشأن العنوان، يقول الشاب إنه لم يجد صعوبة في اختياره لأنه عبارة عن قصص ترويها جدته، ويواصل: "العنوان مستوحى من أغنية مشهورة جدا لسعاد ماسي "يا الراوي"، وجدته أكثر بلاغة وتعبيرا في تبيان موضوع الكتاب المعروض في سيلا".