أخذ مجمع الصناعات الغذائية "أغروديف" مبادرة إعادة إنعاش وتفعيل نشاط ودور بعض المؤسسات العمومية الإنتاجية والمختصة في التوزيع وتنظيم سوق الاستهلاك اليومي للمواطنين التي واكبت القطاع التجاري والفلاحي لعقود سابقة، وهذا بسياسة إعادة التموقع في الميدان وتوسيع النشاط بفتح نقاط بيع جديدة في عدد من بلديات بومرداس، وهي الخطوة التي لاقت استحسان المواطن وأرباب العائلات الذين عبروا عن تثمينهم للعملية بعدما وجدوا في هذه الفضاءات ضالتهم بفضل الأسعار التنافسية. يشهد المجمع العمومي للصناعات الغذائية "أغروديف" توسّعا في النشاط ومحاولة التواجد في مختلف بلديات بومرداس عن طريق فتح نقاط بيع جديدة للمواد الأساسية ذات الاستهلاك الواسع من قبل العائلات، خاصة منها البقوليات الجافة التي دعمت رفوف فضاءات التوزيع إلى جانب مادة السميد والفرينة وباقي المواد الأخرى من عجائن وزيت المائدة، وهي مواد رئيسية لا يمكن الاستغناء عنها من ضمن قائمة المواد الأكثر حضورا في المطبخ الجزائري، وهو ما جعلها أيضا عرضة لكلّ أشكال المضاربة من قبل التجار والموزّعين، ما استدعى تدخل الدولة وأعوان الرقابة لمصالح مديرية التجارة لمراقبة سلسلة التوزيع لدى باعة الجملة والتجزئة، مع اللجوء إلى خيارات أخرى بديلة لكسر ظاهرة الاحتكار، من بينها إعادة إحياء وتفعيل هذا المجمع حتى يأخذ زمام المبادرة في الميدان وفتح أسواق الرحمة خلال شهر رمضان. وقد بدأت معروضات فضاءات "أغروديف" تلقى إقبالا كبيرا من قبل المواطنين مثلما رصدته "الشعب" من ردود لدى المواطنين، خصوصا لدى كبار السنّ الذين انجذبوا لنوعية المواد والأسعار المعقولة التي تعرضها المؤسسة سواء بالنسبة لعجائن التل ومادتي السميد والفرينة والطعام التقليدي أو البقوليات الجافة كالعدس والحمص التي توزع بسعر 280 دينار وبجودة عالية مثلما أكد عليه بعض الزبائن، وهو ما يشهد إقبالا متزايدا من يوم إلى آخر خاصة بعد لجوء المجمع إلى تقريب وحدات التوزيع من المستهلك في عدة بلديات، كان آخرها فتح نقطة بيع ببلدية أعفير بشرق ولاية بومرداس، بعد تهيئة سوق الفلاح القديم للمنطقة التي كانت تعاني من غياب مثل هذه الفضاءات المختصة في توزيع وبيع المواد الغذائية بأسعار مقننة وافتقادها لسوق جواري أو أسبوعي للمنتجات الاستهلاكية بما فيها الخضر والفواكه. ولتحقيق هذه الاستراتيجية الجديدة لجأ المجمع العمومي للمواد الغذائية، في الفترة الأخيرة، إلى توسيع خارطة تواجده ببلديات بومرداس كخطوة أولى نحو تعميم النشاط وكسب ثقة المستهلك الجزائري الذي يبحث دائما عن ضمان عملية التموين بالمواد الأساسية وبأسعار مدروسة ومقنّنة لمواجهة السماسرة والتجار المضاربين الذين يتلاعبون بقوت الجزائريين، وهو ما بدأ فعليا في الميدان من خلال الإقبال المتزايد على هذه المحلات التي تم تهيئتها، مؤخرا، في كلّ من بن شود، قورصو، برج منايل، الثنية، حمادي، أولاد موسى، بني عمران وغيرها، وهذا بالتنسيق مع مصالح التجارة والسلطات المحلية التي سهلت من مهمة المجمع بواسطة تهيئة أسواق الفلاح القديمة، الأروقة وحتى محلات السلطات، غير المستغلة مثلما شهدته ببلديتي أعفير وبغلية. للعلم أنّ وزارة الصناعة وفي إطار إعادة تفعيل وإنعاش المؤسسات الاقتصادية الوطنية والرفع من قدراتها الإنتاجية لتحقيق الأمن الغذائي وربح معركة المنافسة الشرسة الداخلية والخارجية، قامت بعدة إجراءات وخطوات هامة نحو هذا المجمع الذي يشرف على ستة مجمعات لتحويل الحبوب من أجل مساعدته في العودة القوية إلى الأسواق الوطنية وحتى الدولية عن طريق تنويع الإنتاج والنوعية والدخول في شراكة استراتيجية مع شركاء ومؤسسات مختصة، كما أثبت دوره وأهميته في الميدان خلال أزمة جائحة كورونا بعدما أصبح الممول الحصري لبعض المواد الغذائية الأساسية كالسميد والفرينة استجابة لحجم الاستهلاك الذي تضاعف في تلك الفترة بفضل الطاقة الإنتاجية اليومية التي تزيد عن 51 ألف قنطار بالنسبة للقمح الصلب و50 ألف من القمح اللين، وهي عوامل ساعدت في العودة التدريجية للمجمع وأخذ اسما لدى المستهلك الجزائري وهو أكبر مكسب تسويقي حملته الظروف الاستثنائية.