توقف يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم أمس في ندوة منتدى الشعب، عند حصيلة انجازات القطاع والخيارات المطروحة في زمن المتغيرات والانقلابات في موازين القوى.. وهي متغيرات تجاوبت معها الجزائر على مدار السنين والحقب، ورفعت تحدياتها باقتدار وتحكم دون التنازل قيد النملة عن استقلالية القرار وسيادة التوجه.. اظهرت الجزائر لمتتبع شأنها المطلع عن امورها ومضامين سياستها كيف أنها تتأقلم مع المتغيرات،، وتتجاوب دون المساس بالسيادة الوطنية.. أظهرت لماذا تقدم على هذا الخيار دون آخر بتأن وبعد النظر الذي يمنحها قوة ومصداقية، ويعزز موقعها فيي الخارطة الجيواستراتيجية.. ظلت الجزائر سائرة على هذا الدرب جاعلة من استقلالية القرار والخيار مبدأ مقدسا لايمكن التنازل عنه والمساومة مهما كانت التحديات ضاربة المثل لوحدات سياسية كثيرة في مختلف جهات المعمورة. نجحت الجزائر في قرارها لتأميم المناجم غداة الاستقلال وكررت التجربة مع المحروقات سبع سنوات بعدها، جاعلة من نفسها محطة مرجعية في كل الظروف، كاسبة مصداقية الامم، لافتة انتباه مراكز الدراسات والتحاليل الاستراتيجية حول كيف تنجح الجزائر حين يفشل غيرها. فقد كسبت الجزائر رهان تأميم المحروقات بعد ان اخفقت دول كثيرة، وستقطت انظمة يحسب لها الحساب من آسيا الى امريكا اللاتينية.. من أوروبا الى افريقيا.. والقائمة طويلة. 42 سنة مضت، ولايزال قرار تأميم المحروقات بالجزائر يصنع الحدث.. ويفرض نفسه في واجهة المتغيرات والمواضيع. ويحتل الصدارة في ترتيب الملفات، ويعود مع كل حدث وذكرى ذلك السؤال الكبير: ماذا يمثل 24 فيفري بالنسبة لعامة الجزائريين؟، وهل كلهم يدركون كيف ولماذا اتخذ قرار التأميمات ومتى كسرت البلاد الحصار الذي حاولت قوى عدائية فرضه عليها في زمن غير بعيد. المؤكد ان قرار تأميم المحروقات هو امتداد لمسار سلكته الجزائر في معركة تعزيز السيادة، ورفض التبعية للآخر، وظلت على مدار السنين ترافع عير مختلف الدوائر من اجل بسط دول الجنوب سيادتها على ثرواتها، واصلاح النظام العالمي، بدمقرطته اكبر،، وتفتحه اكثر دون البقاء اسر المركزية الغربية،، والاعتداء الارهابي بتيقنتورين محاولة لضرب هذا المسارالنهضوي البنائي وايقاف المجرى،، لكن هذا الاعتداء ولد شرارة اكبر،، وغيرة أقوى على حماية هذا المكسب وتعزيزه.. ورفض المساومة مهما كان الثمن.