حذرت بلدية غزة، أمس السبت، من أن نصف مليون فلسطيني يتهددهم خطر المجاعة والعطش في القطاع مع استمرار العدوان الصهيوني. قال المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا إن "الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد كارثية مع تفاقم الأزمات الصحية والبيئية، في ظل النقص الحاد في الماء والغذاء واستمرار انقطاع إمدادات الكهرباء عن القطاع منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر الماضي. وقال مهنا: "فقدنا القدرة على توصيل المياه إلى مجمع الشفاء الطبي، وأزمة المياه والغذاء تتفاقم في مراكز الإيواء المختلفة في ظل التكدس الكبير للنازحين بداخلها". وأشار إلى "تفاقم الأزمات البيئية جراء طفح مياه الصرف الصحي في شوارع غزة وتسربها إلى شاطئ البحر بكميات كبيرة، بعد توقف محطات الضخ عن العمل نتيجة نفاد الوقود وتدمير الاحتلال الخطوط الناقلة ضمن استهدافه المتعمد للبنية التحتية". وأوضح أن "آبار المياه توقفت عن العمل بسبب نفاد الوقود باستثناء 3 آبار تعمل ساعات محدودة جدًا، والعطش يجتاح مدينة غزة". من جهتها، حذّرت الأممالمتحدة من تزايد حالات الجفاف وسوء التغذية على نحو متسارع في قطاع غزة، مشيرة إلى أن نحو 90 بالمائة من الأسر لا تتناول الطعام طيلة يوم وليلة كاملين في بعض مناطق القطاع. وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بحسب رصد أجراه في القطاع،، إنّ الجوع ينتشر بشكل واسع في أنحاء غزة وإن الناس يشعرون بيأس متزايد في محاولة إيجاد الغذاء لإطعام أسرهم بسبب تدهور الأوضاع جراء استمرار العدوان الصهيوني على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. وجدّد البرنامج الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، مشيرا إلى أن هذا هو السبيل الوحيد لتجنب وقوع كارثة إنسانية. وكانت الأممالمتحدة قد وجهت تحذيرا قبل 3 أيام من خطر المجاعة والجوع في غزة، مؤكدة أن الناس في القطاع يعيشون على وجبة واحدة في اليوم "إذا كانوا محظوظين". وأوضح أن توزيع المساعدات حالياً أصبح شبه مستحيل ويعرض حياة العاملين في المجال الإنساني للخطر. وقبل كل شيء، فهو يشكّل كارثة بالنسبة للسكان المدنيين في غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص والذين يعتمدون كليًا على المساعدات الغذائية. وطالب برنامج الأغذية العالمي الأممي في سياق متصل بضرورة توسيع نطاق الوصول الآمن ودون عوائق للمساعدات من أجل الحيلولة دون حدوث مجاعة في قطاع غزة. وأكد أن السلام الدائم وحده قادر على إنهاء المعاناة وتجنب الكارثة الإنسانية التي تلوح في الأفق في غزة، داعياً إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، كما حث جميع القادة على العمل بأقصى سرعة لإيجاد حلول سياسية يمكن أن تنهي معاناة الأسر جراء الحرب الصهيونية المستمرة. الصحة العالمية تناقش الوضع يقعدالمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، اليوم الأحد، جلسة لمناقشة "الوضع الصحي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية المحتلة". وقدّمت 17 دولة عضو تتقدمها الجزائر، وفلسطين ذات الوضع الخاص، مشروع قرار إلى منظمة الصحة العالمية، لمطالبة الكيان الصهيوني بالاحترام الكامل لالتزاماتها بحماية الطواقم الطبية والإنسانية في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان الكيان الصهيوني منذ أزيد من شهرين. ويطالب مشروع القرار سلطات الاحتلال الكيان الصهيوني ب«ضمان احترام وحماية جميع العاملين في المجال الطبي والعاملين في المجال الإنساني الذين يقتصر نشاطهم على الطب، ووسائل نقلهم ومعداتهم، وكذلك المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى". كما يطالب "سلطة الاحتلال بتسهيل المرور بلا انقطاع وبشكل منظم وحر وآمن ومن دون عوائق للعاملين في المجال الطبي والعاملين الإنسانيين". كما يدعو المجتمع الدولي إلى "تعبئة التمويل الكافي لتلبية الاحتياجات الفورية والمستقبلية لبرامج الصحة التابعة لمنظمة الصحة العالمية" و«إعادة بناء النظام الصحي الفلسطيني".