❊ آلة الدمار الصهيونية تحوّل القطاع إلى أخطر مكان في العالم ❊ معارك شرسة في محاور مختلفة وجنود الاحتلال يطلبون "النجدة" يواصل الكيان الصهيوني، غداة فشل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار يطالبه بوقف عدوانه المدمر والدامي على قطاع غزّة، قصفه الهيستيري والمكثف بمختلف أنحاء القطاع، وسط مشاهد جديدة وصور مأسوية لمعاناة سكان غزّة، حيث لم يحرمهم الاحتلال من حقهم في الحياة فقط، بل تجاوزه إلى انتهاكات وخروقات همجية ضد نساء وأطفال أبرياء باعتراف من المنظمات والهيئات الدولية. شكّل (الفيتو) الأمريكي في وجه القرار الأممي المطالب بوقف العدوان الصهيوني لأسباب أنسانية، ضوءا أخضر آخر لآلة الدمار الاسرائيلية لمواصلة استباحة الدم الفلسطيني وهدره على المباشر وأمام أعين مجموعة دولية، تأكد بما لا يترك مجالا للشك أنها رهينة القرار الأمريكي الداعم بشكل مفضوح للمحرقة الصهيونية في غزّة. فلا حصيلة الشهداء التي بلغت أمس، 17 ألفا و700 شهيد و48 ألفا و780 جريح غالبتهم من الأطفال والنساء، ولا مشاهد الألم والوجع التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي وتتناقلها على مدار 64 يوما مختلف شاشات التلفزيون في العالم، ولا تحذيرات وإنذارات المنظمات الأممية الإنسانية والحقوقية التي بحت أصواتها من أن ما يقترفه الاحتلال في غزّة فاق الخيال في بشاعته وفضاعته، كانت كافية لتشفع لإدارة أمريكية كشفت على العلن دعمها اللا مشروط لحليفتها "المدللة اسرائيل" حتى وهي ترتكب الجرائم والمجازر، بل وأعلن البنتاغون أمس، عن موافقة الخارجية الأمريكية على بيع قذائف دبابات عيار 120 ملم إلى اسرائيل لتواصل قتل الفلسطينيين بسلاح أمريكي. قطاع غزّة أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال لم يتوقف الطيران الحربي والمدفعية الصهيونية أمس، عن قصفه العنيف والمكثف على كل أنحاء القطاع المنكوب، مخلفة سقوط المزيد من الضحايا منهم 40 شهيدا على الأقل نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى إثر قصف استهدف وسط القطاع. ونقلت مجموعة من المواطنين أطلق سراحهم بعد اعتقالهم في مدينة غزّة شهادات حيّة وصادمة عن ممارسة قوات الاحتلال بحقهم أشكالا من العذاب والتنكيل وإجبارهم على التوجه عبر حاجز "نتساريم" إلى الجنوب، وهم لا يعرفون أي شيء عن ذويهم نتيجة القصف والحصار الاسرائيلي المتواصل. ويكرس الاحتلال بذلك معاناة السكان التي وصفها المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزّة، هشام مهنا، ب "السيئة للغاية"، وقال في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، بأنها وصلت إلى مرحلة "تفوق كل قدرات تحمّل البشر"، في حين لم تجد المديرة الاقليمية لبرنامج الأغذية العالمي، كورين فلايشر، من وصف لما وقفت عليه من كارثة إنسانية يتخبط فيها قطاع غزّة سوى القول إنها "عملت في حالات الطوارئ منذ 20 عاما، لكن لا شيء يقارن بما رأيته أو سمعته أو شعرت به في غزّة". أما المديرة الإقليمية لمنظمة "اليونيسف" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أديل خضر، فقد أكدت أمس، أن "قطاع غزّة هو أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال"، مشيرة إلى أن النظام الإنساني ينهار في القطاع خاصة في ظل الضغط الشديد الناجم عن التدابير المفروضة بعد انتهاء وقف إطلاق النار، مشددة على ضرورة أن يتوقف العدوان "فورا". العمليات الإنسانية في غزّة "على شفا الانهيار" من جانبه حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن القدرة على تقديم الاحتياجات الأساسية للمتضررين في قطاع غزّة من العدوان الصهيوني أصبحت "على شفا الإنهيار"، مطالبا بضرورة وقف إطلاق النار من أجل تسريع إيصال المساعدات العاجلة. وقال نائب مدير برنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، في منشور له أمس، على موقع "إكس" إنه "لا يوجد ما يكفي من الطعام والناس يتضورون جوعا". وأضاف المسؤول الإنساني الذي شاهد الوضع الكارثي في قطاع غزّة بنفسه أن 'الوضع غير مقبول ونحتاج إلى وقف إطلاق نار إنساني لإدخال الإمدادات"، مشددا على أن فريق برنامج الأغذية العالمي "لا يستطيع القيام بعمله ولا أحدا في أمان". ومع استمرار المحرقة الصهيونية، أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عبد الله الزغاري، أن الجرائم الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني خاصة بقطاع غزّة دون أي رادع هي "تهديد للعالم بأسره ومساس بالمجتمع البشري برمته"، مضيفا أن المشاهد والصور "الصادمة" التي بثها الكيان الصهيوني لمعتقلين من القطاع "ما هو إلا جانب من الانتهاكات الخطيرة المتواصلة". معارك شرسة في محاور مختلفة وجنود الاحتلال يطلبون الإنقاذ اندلعت منذ صباح أمس، معارك شرسة بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال المتوغلة غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزّة، دفعت الأخيرة إلى طلب الإنقاذ وسط عدم قدرة فرق الإنقاذ الصهيونية على الهبوط في المنطقة. وتزامن ذلك مع اشتداد المعارك في محور حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزّة، وفي حي الزيتون والشجاعية إلى الشمال وخان يونس في الجنوب، أعلنت على إثرها كتائب القسام عن تمديرها لعدد من الآليات العسكرية من ناقلات جند ودبابات وسقوط عدد من الجنود بين قتلى وجرحى. وبينما أقر المتحدث باسم جيش الاحتلال أمس، بأنه وأثناء عمل الكتيبة 12 في فرقته 98 في خان يونس، نفذت كتائب القسام كمينا عبر تفجير عبوة ناسفة قرب تلك القوة، أعلن عن مقتل خمسة من جنوده أربعة منهم في خان يونس، ليرتفع اجمالي قتلاه المعلن عنهم إلى 102 جندي منذ بداية التوغل البري وإلى 426 منذ السابع أكتوبر. وأعلن أيضا عن إصابة 15 جنديا وضابطا بجراح خطيرة إثنين منهم على حدود لبنان الجبهة الأخرى إلى جانب الضفة الغربية التي تشهد تصعيدا خطيرا وسط تنامي اعتداءات وانتهاكات الاحتلال من شأنه أن يقود إلى تفجر الأوضاع في أية لحظة. من جهتها كشفت صحيفة "يديعوت احرنوت" الاسرائيلية أمس، عن تسجيل أكثر من 5 آلاف جريح في صفوف قوات جيش الاحتلال منذ السابع أكتوبر، مشيرة إلى أنه ومنذ بدء الحرب على غزّة يستقبل جيش الاحتلال يوميا حوالي 60 جنديا جريحا. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه جهاز الأمن الداخلي لحركة حماس، السيطرة على أجهزة تجسس قام جيش الاحتلال بإسقاطها في عدة أماكن من القطاع، وتم اكتشاف بعضها وهي عبارة عن كتلة مموهة من "الفوم" بداخلها جهاز التجسس وطلب من المواطنين الإبلاغ عنها حالة وجودها. قدمته 17 دولة عضو من بينها الجزائر لمنظمة الصحة العالمية.. مشروع قرار يطالب اسرائيل بالاحترام الكامل للالتزامات الإنسانية يرتقب أن يعقد المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، اليوم، جلسة خاصة حول "الوضع الصحي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية"، يتم خلالها دراسة مشروع قرار قدمته 17 دولة عضو وفلسطين ذات الوضع الخاص، يطالب إسرائيل بالاحترام الكامل لالتزاماتها بحماية الطواقم الطبية والإنسانية في قطاع غزّة، الذي يتعرض لقصف صهيوني مكثف. مشروع القرار الذي قدمته كل من الجزائر والمملكة العربية السعودية وبوليفيا والصين ومصر والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا والعراق والأردن ولبنان وماليزيا والمغرب وباكستان وقطر وتونس وتركيا واليمن وفلسطين، جاء في ديباجته أن "المجلس التنفيذي يعرب عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني الكارثي السائد في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وبشكل خاص إزاء العمليات العسكرية الجاري تنفيذها في قطاع غزّة". ويعرب النص عن قلقه إزاء "الحصار القائم وحجم الضرر الكبير الذي لحق بقطاع الصحة العامة"، مشيرا إلى المخاطر التي يمكن أن يشكلها وجود "آلاف الضحايا الذين ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض" على الصحة العامة، علاوة على الظروف الصحية واكتظاظ الملاجئ. ويطالب مشروع القرار "قوة الاحتلال" ب"ضمان احترام وحماية جميع العاملين في المجال الطبي والعاملين في المجال الإنساني الذين يقتصر نشاطهم على الطب ووسائل نقلهم ومعداتهم وكذلك المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى". كما يطالب "سلطة الاحتلال بتسهيل المرور دون انقطاع وبشكل منظم وحر وآمن ودون عوائق للعاملين في المجال الطبي والعاملين في المجال الإنساني". ويضم المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، 34 دولة عضوا يتم انتخابها لمدة ثلاث سنوات من كل إقليم من أقاليم المنظمة وهي تلعب دورا هاما للغاية في تنفيذ قرارات جمعية الصحة العالمية.