أكّد الشاعر عبد العالي مزغيش أنّه كمثقّف يؤمن بالعمل الجمعوي النزيه، البعيد عن البحث عن الميزانية التي تتولّد عنها البزنسة بالثقافة، هذه الأخيرة التي قال عنها أسمى من التجارة كونها أكبر حقل يحتوي على مكونات الشخصية والهوية الجزائرية العربية المسلمة. دعا ذات رئيس جمعية الكلمة للثقافة والإعلام إلى تنظيم العمل الجمعوي في ظل العدد الكبير لمنابرها، “التي للأسف عدد كبير منها خامل ونائم"، من خلال تخصيص ميزانية لهذه الحركات مع إرفاقها بمراقبة صارمة، تبنى على النتائج والأهداف المتوصّل إليها من خلال فعالياتها ونشاطاتها، إضافة إلى الصدى الذي تصنعه في المجتمع عموما وما مدى خدمتها للمثقف والثقافة. غياب الاستثمار في الثقافة إجحاف في حقها واعتبر مزغيش في تصريحه ل “الشعب" أنّ إنشاء جمعية ثقافية “مغامرة"، بحكم جمهورها الضئيل خاصة ما تعلق بالأدب، الشعر والفكر، الشيء الذي أبعد المستثمرين الخواص والمدعّمين عن هذا الحقل مع تحاشيهم للأخذ بزمام الثقافة، إلاّ أنّه أعاب من جهة أخرى مثل هذه التصرفات التي اعتبرها بالأساس إجحاف في حق هويتنا، داعيا في هذا الشأن رجال الأعمال إلى الالتفات للجمعيات الثقافية “لما لها من حق وواجب في النهوض والرقي بثقافة البلاد". ورأى ذات المتحدث أنّ انتشار البزنسة في الثقافة جعلهم يصرّون على العمل بالإمكانيات المتاحة في ظل “إهمال الجهات الوصية للجمعيات النشطة"، مثمّنا في هذا الصدد وقوف المؤسسات الثقافية إلى جانب الجمعيات النشطة والفاعلة، بفتح أبواب مراكزها ومقراتها أمامها منها قاعة الأطلس بالاعتماد على صيغة التعاون مع النادي الإعلامي للديوان الوطني للثقافة والإعلام، والمركز الثقافي عزالدين مجوبي، إضافة لجامعة الجزائر، المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة والمركز الثقافي عيسى مسعودي بالاذاعة الوطنية، ليكون ملجأهم الأخير لاحتضان نشاطاتهم مقرهم المستأجر ببني مسوس. واعتبر مزغيش “الجاحظية"و"الكلمة للثقافة والاعلام" الجمعيتان الوحيدتان اللّتان تبحثان فعلا عن النمو والتطور الثقافي، بناء على الزوايا التي تعتمد فيها على فعالياتها، والتي تكمل تظاهرات وزارة الثقافة، قائلا: “وزارة الثقافة قد تغفل على بعض الشخصيات أو المناسبات المهمة، لتكون الجمعيات في المرصاد لتغطية العجز وتسجيل الحضور الثقافي". الثقافة لديها أبناؤها الغيورين عليها... أمّا عن الدعم فقد اطمأن مزغيش لوضع الثقافة في الجزائر، مع وجود مهتمين بالمجال، حيث أكّد على الدور الكبير الذي يلعبه بعض المثقّفين في هذا المجال، ومن جهة أخرى رأى ذات المتحدث أنّ مقر التواصل الاجتماعي جعلهم يتجاوزون تنكّر بعض وسائل الإعلام لجمعيتهم، حيث ساعد في تلقي الدعم من أصدقاء على الفيس بوك إمّا إعجابا بالنشاط المعلن عليه عبر صفحاته أو حبّا في الشخصية الملتفت إليها، خاصة تلك المغمورة والمنسية، “التي نسعى إلى نفض الغبار عنها وإعادتها إلى الواجهة"، قائلا في هذا الشأن: “المثقّف الأصيل لا يستغل الأموال بعيدا عن الفعل الثقافي الحقيقي". وعن علاقة ذات الجمعية بالمثقّفين فقد وصفها مزغيش ب “الجيدة"، في انتظار تعزيز نشاطاتهم مع المؤسسات التربوية، التي رأوا فيها التجاوب الكبير لتلاميذها مع الثقافة من خلال نشاط احتضنته مدرسة بالمدية، معتبرا أنّ هذا الشيء يضمن بناء جمهور يبحث عن هويته وثقافته. ودعا رئيس جمعية الكلمة للثقافة والاعلام إلى التفات أصحاب المال والجهات الوصية على رأسها وزارة الثقافة، ووزارة الشبيبة والرياضة، هذه الأخيرة التي يأتي الشباب على رأس اهتماماتها إلى الالتفات إلى الجمعيات الثقافية النشطة، بمنحهم الدعم مع رقابة على الأموال التي تمنح.