هل بإمكانك أن تعرّف جمعيتكم الثقافية المسماة ''إيساغ''؟ جمعية ''إيساغ'' من بلدية صوامع بمقلع، تأسست يوم 22 جويلية ,1993 تنشط في المجال الثقافي والاجتماعي، فجمعيتنا لها جمعيات ثقافية دائمة على غرار نشاطات التكوين، نعمل على محو الأمية، تقديم دروس استدراكية لتلاميذ الأقسام المقبلة على الامتحانات، وكذا تقديم دروس للأطفال قبل دخولهم للمدرسة، كما نعمل على تكوين العنصر النسوي في الخياطة والطرز والإعلام الآلي، إضافة إلى مختلف النشاطات الثقافية من موسيقى، شعر ومسرح... وغيرها، ونعمل كذلك على إنتاج كتب بالأمازيغية، فجمعيتنا تتوفر على برنامج خاص على مدار السنة، فهي تحتفل بكل المناسبات الوطنية والمحلية· وفي سنة 1997 قمنا كذلك بتأسيس جمعية أخرى ذات طابع رياضي تحمل نفس تسمية جمعيتنا الثقافية ''إيساغ''· كيف جاءتكم مبادرة تنظيم منتدى الجمعيات الثقافية لولاية تيزي وزو؟ هذه المبادرة كانت منذ سنوات، حيث تقرر تنظيم منتدى يجمع ما بين الجمعيات، ويعود الفضل في ذلك إلى السيد بلحجال الرئيس السابق للجنة الثقافية بالمجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو لسنة ,2007 وكان من المقرر أن تنظم هذا المنتدى جمعية أخرى، لكنها ونظرا للمشاكل المختلفة التي تعانيها الجمعية ذاتها تم منح جمعيتنا ''إيساغ'' فرصة تنظيم هذا المنتدى. وفي سنة ,2008 وبمساندة مدير الثقافة، والد علي الهادي، قدمنا ملف لوزارة الثقافة قصد تمويل التظاهرة· ما هي أهدافكم من وراء تنظيم هذا المنتدى لفائدة الجمعيات الثقافية؟ أهداف جمعيتنا من خلال تنظيمها لهذا المنتدى الثقافي كثيرة ومتعددة، فالهدف الأول يتمثل في جمع الجمعيات الثقافية في مكان واحد قصد تحقيق تبادلات الخبرات والتجارب واكتشاف الوسط الجمعوي، كما نهدف كذلك إلى تكوين المنشطين الثقافيين وأعضاء الجمعيات وتأطيرهم وتعليمهم كيفية تسيير الجمعيات بطريقة جيدة وحسنة وصحيحة، وكذا تكوينهم في تقنيات تنظيم النشاطات والتظاهرات الثقافية، وكذا طرق مواجهة المشاكل التي يصادفونها في الميدان، وكل هذا قصد تحقيق تنمية وتطوير الحركة الجمعوية في مجال الثقافة· فنحن نهدف بصفة عامة إلى إحداث بدائل في تسيير الجمعيات، علما أن بتيزي وزو معظم الجمعيات يسيرها الطلبة، وبعد تخرجه من الجامعة يصطدم بالواقع المهني والعائلي والاجتماعي، ومعظمهم لا يملكون الوقت لمواصلة عملهم في تسيير الجمعية، ولهذا نعمل على تكوين دائم لتحقيق استمرارية الجمعيات· والهدف الأهم الذي نطمح لتحقيقه من خلال هذا المنتدى هو العمل على إبقاء الجمعيات في اتصال دائم فيما بينها، حتى بعد هذا اللقاء قصد تبادل الأفكار والعمل سويا والمشاركة في مختلف التظاهرات والنشاطات الثقافية· كيف تقيّمون اللقاء الثقافي الذي جمع بين العديد من الجمعيات الثقافية؟ الحمد لله أننا حققنا الأهم في مجال التكوين والتأطير، وتم ذلك في جو ثقافي مهمّ صنعه تبادل الخبرات والتجارب والأفكار في مجال الثقافة بين المشاركين، لكن كنا نأمل أن يكون أكبر عدد من الجمعيات الثقافية المشاركة، فقد وجهنا الدعوة لأكثر من 40 جمعية، وتلقينا 39 قرار قبول دعوة المشاركة في الطبعة الأولى للمنتدى الثقافي للجمعيات الثقافية بتيزي وزو. لكن، وفي آخر لحظة -وللأسف- لم تشارك كل الجمعيات التي قبلت الدعوة لأسباب مختلفة، ولو تم إعلامنا مسبقا لدعونا جمعيات أخرى. هذا، وقد شاركت في هذا المنتدى 5 جمعيات من ولايات أخرى، وهي جمعية ''نوميديا'' من ولاية وهران، جمعية ''إمذيازان'' من الجزائر العاصمة، إضافة إلى جمعية من خنشلة وبرج بوعريرج والبيض· أنت على رأس الجمعية الثقافية ''إيساغ'' لعدة سنوات وتعرف جيدا الوسط الجمعوي والثقافي، فهل بإمكانك أن تكشف لنا عن المشاكل التي تصادفها هذه الجمعيات؟ المشكل الرئيسي الذي تتخبط فيه الجمعيات الثقافية بتيزي وزو هو مشكل التمويل، وغياب الإمكانيات المادية والمعنوية، وغياب تقريبا كل أنواع الدعم. ولعلمكم، فقد اضطررنا أن ننقل طاولات وكراسي تابعة للجمعية من بلدية صوامع من مقلع إلى تيفزيرت، لأن المركز الثقافي لهذه البلدية لا يتوفر على إمكانيات مادية، وهذا عائق كبير يعرقل الجمعيات الثقافية عن تأدية نشاطاتها، أضف إلى ذلك مشاكل غياب أو ضعف التكوين والتأطير على مستوى الجمعيات، وكذا المشاكل الداخلية التي تعانيها الجمعية على غرار افتقار بعض الجمعيات لأعضاء يمكنهم أن يسيروا الجمعية بطريقة جيدة في حالة رحيل مسيرها الأول، ولا يوجد تجديد في المسيرين الأكفاء، وبعدها يتم حل الجمعية وتختفي معه أملاك الجمعية بمختلف أنواعها· ما هي الرسالة التي تريد إيصالها للجمعيات الثقافية وأعضائها ورؤساءها وكل المنشطين الجمعويين؟ أريد أن أوجه رسالة لهؤلاء وأقول لهم إن النشاط الجمعوي يتم بقناعة، وأن يدركوا جيدا أن ليس له أي مقابل مادي، لأنه يقدم تطوعيا، فعلى كل من يهتم بهذا الشأن أن يمنح القليل من وقته، كما أنه ليس مجبرا على قضاء كل وقته في هذا المجال وإهمال واجباته المهنية والعائلية، فقط يجب تنظيم الوقت بين العمل والدراسة والنشاط الجمعوي· كما أوجه نداء لرؤساء وأعضاء الجمعيات وأطلب منهم تكاتف الجهود والعمل بالشراكة وتبادل الخبرات والتجارب والأفكار التي تهدف إلى تنمية الثقافة المحلية والوطنية، وبالتالي الحفاظ على الموروث الثقافي وخلق إبداع في هذا القطاع·