وأنا منهمكة في عملي اخترق سمعي صوت زميلي وهو يتحدث إلى آخر، عن الشباب الذي أصبح يولي اهتماما كبيرا ل''الموضة''، هذا المصطلح الذي دوّخ أكبر المصممين في العالم حتى يحافظوا على اسم ''المركات'' التي يقومون على تطويرها لاختراق عالم المنافسة الشرسة التي لا تؤمن إلا بالعائد المالي. جميل أن تتلاقى الأفكار وتتنوع الأذواق والألوان في تصميم وإبداع يخدش أحاسيس شاب يقطف من كل بستان زهرة، والأجمل أن يعتني بجسد تسكنه روحا تداعب بعنفوانها ذكاء شاب سليل حسب ونسب، يحمل من ذكرى الماضي القريب تميّزه وخصوصيته علينا أن نتأملهما بفضول كبير، نسب ضحى من أجل السلم والحب والحرية حين خرج منتصرا من استعمار علّمه كيف يتقن فنّ الترميم بعد الخراب الذي تركه في هذا الإنسان، فراح يرمم بناؤه، مصانعه، نفسه ويرمم حتى ملابسه، فبعد الاستقلال كان هناك من يقوم بترقيع ''الطبّات'' التي تملأ سرواله حياء وتسترا، هذا هو كلام زميلي بعد أن قارنه بشباب اليوم الذي أنهكته ''الموضة'' وتداعياتها، وأصبح يتباهى بارتداء سراويل خاصة ''الجينس'' منها ممزقة على مستوى الركبتين والفخذ، وتساءل المتحدث عن اختلاف النظرة والفرق الصارخ في ذهنية الأجيال المتعاقبة. يقول علي ابن أبي طالب: ''لا تحملوا أولادكم على أخلاقكم فإنهم خلقوا لزمن غير زمنكم''، ترى هل أخذ جيل الشباب بهذه المقولة التي لا يفقه معناها أغلب أسلافنا، أم أن فقه ''الموضة'' هو السائد في مجلدات خطت بتصاميم الكبار؟ حقيقة، لا أعلم الجواب، لأنه موجود في الميزان؟ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.