مرة أخرى عادت إلى الواجهة محاولات إقحام الجزائر كطرف مباشر في الصراع القائم بين المغرب وجبهة البوليزاريو حول استقلال الصحراء الغربية رغم أنه نزاع صحراوي مغربي محض ومسجل رسميا على مستوى هيئة الأممالمتحدة وعُهِد منذ سنوات بمعالجته إلى اللجنة الأممية الرابعة الخاصة بتصفية الاستعمار عبر العالم. فقد خرج علينا رئيس الوزراء المغربي في تصريحات إعلامية بإيحاءات، في غير محلها وفي غير سياقها، تُحّمِل الجزائر مسؤولية تعثر تسوية القضية الصحراوية وتصر على الإشارة إلى آنها طرفا في النزاع رغم أن الحديث الإعلامي لهةا المسؤول كان يدور حول التدخل العسكري في مالي؟ إن دفاع النظام المغربي عن التدخل العسكري الفرنسي في مالي والإشادة به هو دفاع غير مباشر عن احتلاله للصحراء الغربية، ومحاولة لتطبيع وضع مماثل، وموقف الجزائر تجاه القضيتين ثابت وواضح حيث تتمسك بدعم جهود حل النزاع في الصحراء الغربية في إطار اللجنة الأممية الخاصة بتصفية الاستعمار واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها، فيما عارضت ولا تزال تعارض التدخل العسكري في مالي إنطلاقا من قناعتها بضرورة استنفاد كافة الحلول السياسية قبل اللجوء إلى استعمال القوة. لقد تعودت الجزائر على مثل هذه المحاولات اليائسة التي تطفو إلى السطح كلما كانت القضية الصحراوية أمام استحقاقات هامة، وذلك بهدف التشويش على أي تحرك أو مبادرة لإعادة النزاع إلى الواجهة وتحريك المياه الراكدة في ملف آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية أو تحويل الأنظار عن الأسباب الحقيقية التي تعرقل تسوية القضية. لذلك لا نستغرب هذه التصريحات لأنها تأتي بعد أيام من تأكيد الأمين العام الأممي أمام اللجنة الأممية الرابعة الخاصة بتصفية الاستعمار على أنه «لا مكان للاستعمار في العالم المعاصر..»، وعقب محاكمة عسكرية لنشطاء سياسيين صحراويين ووصفت ب «المهزلة»، وعشية زيارة مرتقبة للمبعوث الأممي الخاص إلى الأراضي الصحراوية المحتلة ومخيمات اللاجئين. لذلك علينا دائما الدفاع عن الحقيقة.. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.