عادةً ما أراكَ في الربيعِ هناكَ حيثُ يداكَ تحلقانِ كحمامتينِ وناردِ بيدِ لاعبٍ ماهر عادةً ما أراكَ تحملُ النهرَ في سترتِكَ السكرية وقميصُكَ سماويٌّ أكثرُ بهاءٍ من السماء وتقرأُ تقرأُ نجومًا مضاءةً بفوانيسِ المخيم لتصعدَ إلى منتهى ما أردت وأنا أتفحصُ عشًا صغيرًا لبيضِ لغتي أمامكَ تصطادني ضحكتُكَ الخفية وأقولُ في سري: سليمُ ما عادَ يشبهُ الحياةَ ولكنكَ تعيدني إلى ماضيكَ البحارُ تمسكُ بيدِ الظلِّ لنمرَّ معًا إلى قصائدِ التحدي يافا لنا يا ناصر هذا الأزرقُ ينتظرُنا لنعبرَ ثانيةً ولندربَ الموجاتِ البكرَ على لياقةِ الوصولِ إلى الرمالِ هذه القبابُ القديمةُ لنا.. لا تنسى وأنتَ تحلقُ مع دخانِ سجائرِكَ فوقَ السحابِ تنزلُ مرةً في قاربٍ صغيرٍ ومرةً في بيارةِ برتقالٍ عتيقة وأنا أطاردُ سربَ نوارسَ تحميكَ من فيزياءِ العدمِ ماذا يا صاحبي نفعلُ من بعدِكَ وقلبُكَ حصالةُ حبِّنا لكلِّ عملٍ ماذا سنكتبُ في آخرِ الرحلةِ وأنت لم تكملْ بعدُ رهانَ عودتِنا ولم نكملْ طريقَنا نحو الأملِ أخذتَ قصيدتي التي لم أكتبْها بعد أخذتُ السماويَّ من قميصِكَ لغوايةِ الطيورِ الجائعةِ في غزة لعلها تصدقني وترجعُ إلى سطحِ منزلي لعلها تصدقني وتذهبُ معي إليك لنكملَ تمامَ الأمنية ونرى يافا بعد المخيمِ واللاذقية عليّ أن أقتنعَ أولاً أنكَ رحلتَ عليكَ أيضًا أن تقنعني بغيابِكَ غيابُك الذي نبتَ فوق صدري كالجبلِ أتراني لن أراكَ ولن نلتقيَ مرةً أخرى؟ ستنامُ المقبرةُ بعدَ اليومِ في أوردتي وسأكتبُ بالسماويِّ الحزينِ أنكَ خدعتني بخشفٍ خفيفٍ عزفَ لحنَ رحيلِك وبقيتُ كالليلك العاري من بهجتِهِ أتراقصُ في حفلةِ الريحِ العاصفةِ كم أعجبكَ قبرُ القمرِ لتنامَ فيه كم أعجبكَ هذا القهرُ لتبكيكَ يافا مرةً أخرى وتحبسُ بحرَها في منديلِ دمعِها وتنكسرُ.