كشف مصدر مسؤول بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم ل "الشعب"، بأنّ جمال بلماضي ودّع لاعبيه عند العودة إلى فندق الملعب الذي كان مقر إقامة "الخضر"، خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا 2024. رفض الناخب الوطني خلال الندوة الصحفية الإعلان عن استقالته من على رأس العارضة الفنية للفريق الوطني، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت الهزيمة أمام منتخب موريتانيا بهدف دون رد، ودفعت إلى خروج "الخضر" للمرة الثانية على التوالي من الدور الأول للمنافسة القارية، قبل أن يغيّر رأيه أين جمع اللاعبين في قاعة الاجتماعات وودّعهم، وهو القرار الذي سيعلن عنه مباشرة بعد العودة إلى أرض الوطن. أضحى جمال بلماضي أوّل مدرب في تاريخ المنتخب الوطني يغادر المنافسة القارية من الدور الأول في نسختين متتاليتين، مسجّلا بذلك ثالث خيبة أمل على التوالي للجمهور الجزائري منذ تعيينه على رأس المنتخب صيف 2018، باحتساب الإقصاء من المشاركة في كأس العالم 2022 بقطر في الأنفاس الأخيرة من مواجهة منتخب الكاميرون بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. بلماضي: المنتخب الوطني استحوذ على الكرة وصنع اللّعب رفض بلماضي فكرة أنّ المنتخب الوطني لم يلعب جيدا أمام منتخب موريتانيا، حيث أكّد في الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء، بأنّ المنتخب الوطني استحوذ على الكرة وصنع اللعب أمام فريق فضّل التجمع في الخلف، ولم يقم بأيّة فرصة إلى غاية تسجيل هدف السبق الذي جاء في (د 37) من ضربة ثابتة، وقال "سجّلوا من ركنية ولم يقوموا بأية خطورة، كانت لهم نصف فرصة في شوط سيطرنا عليه بالطول والعرض". وأضاف "بالمقابل صنعنا العديد من الفرص، لكن لم نتمكّن من تسجيل أي هدف، وهذا هو الواقع المرير الذي ليس له أي تفسير". وتابع "عندما لا تسجّل وتواجّه لاعبين يبحثون عن البروز أمامك تتعقّد مأموريتك، خصوصا أنّ مقولة ليس هناك منتخب صغير في أفريقيا تجسّدت خلال هذه "الكان" في كل جولة". عاد بلماضي للحديث عن التحكيم خلال الندوة الصحفية، حيث أفاد بأنّه حدثت أمور تغاضى عنها الحكم، وقال بهذا الخصوص "حضّرنا جيدا ووسط أجواء مميّزة، وكنّا جاهزين بدنيا ووفّرت لنا كل شروط النجاح". واستطرد "بعض الحكام يتحايلون بالاعتماد على حكام التماس، ومنذ انطلاق الدورة غرفة "الفار" تعمل إلا مع منافسينا وتتعطل معنا"، في إشارة منه إلى تواصل معاناة المنتخب الجزائري مع التحكيم. وذكر مهندس التتويج القاري لسنة 2019 منتقديه بأنّه عند تعيينه على رأس المنتخب وجد "الخضر" في المركز 14 أفريقيا و60 عالميا، والآن يتواجد رفقة خمسة أكبر المنتخبات بالقارة السمراء، وصرح "أتحمّل مسؤولية الإقصاء الثاني على التوالي من الدور الأول لنهائيات كأس أمم أفريقيا". وعاش أنصار الفريق الوطني الحاضرين بملعب السلام بمدينة بواكي، لتشجيع رفقاء يوسف عطال خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا، "ليلة سوداء" بعد الإقصاء المفاجئ ل "الخضر" أمام منتخب موريتانيا، الذي سجّل أول فوز في تاريخه بنهائيات "الكان". أحدث الطاقم الفني بقيادة المدرب جمال بلماضي عدم التوازن في التشكيلة، بعدما قام بخمسة تغييرات كاملة على التشكيلة الأساسية التي واجهت "المرابطون"، بإقحام كل من (وناس، عمورة، عوار، بوداوي، توقاي) أساسيين، مكان (محرز، بلايلي، فغولي، بن طالب، بن سبعيني)، ولو أنّ التغيير الأخير كان مجبرا على القيام به بسبب معاقبة لاعب بوروسيا دورتموند، لكن الجميع تعجّب من إبقاء الثنائي (بن طالب –بلايلي) على دكة الاحتياط، هما اللذان كانا يتواجدان في ديناميكية تصاعدية، وكانا أحد "أسلحته" لإنهاء مواجهة "الخيول" البوركينابية بقوة. غياب بلايلي عن الرّواق الأيسر جعل خط هجوم "الخضر" يتأثّر، خصوصا أنّ بلماضي أكّد في ثلاث مناسبات منذ انطلاق كأس أمم أفريقيا أن الثنائي (بلايلي - بونجاح) هو الأفضل في المنتخب، ويسعى لتشكيل ثنائي آخر ليعطي أكثر قوة لأسلوب لعب المنتخب، وهو ما جعل الجميع يؤكّد بأنّ بلماضي يتناقض في اختياراته، كما أنّ غياب بن طالب عن خط الوسط منح العديد من المساحات لرفقاء غاساما، الذي استحوذ لوحده على وسط الميدان. تأكّد كل الحاضرين بملعب السلام بمدينة بواكي بأنّ الظهير الأيسر ريان آيت نوري غير جاهز للعب أساسيا بالفريق الوطني، ويلزمه عمل إضافي وخبرة أكثر، حتى يقود الرواق الدفاعي الأيسر ويساهم في هجمات المنتخب، حيث اكتشف الجمهور لاعبا غير محضّر تكتيكيا، ويعتمد كثيرا على المحاولات الفردية ناسيا بذلك اللعب الجماعي، الأمر الذي كلّف المنتخب تلقي هدفين كان طرفا فيهما خلال الدور الأول من المنافسة القارية. ظهر قائد التشكيلة رياض محرز بوجه جد هزيل عند دخوله بديلا في المرحلة الثانية أمام منتخب موريتانيا، حيث أعاد "الهدوء" على الرواق الأيمن من هجوم "الخضر"، بعدما أرهق آدم وناس الظهير الأيسر خاديمدياو في المرحلة الأولى، وتفوّق عليه في أكثر من مناسبة في الصراعات الثنائية. تعجّب أنصار المنتخب الوطني من التغيير غير المفهوم لبلماضي، الذي قام بإعادة عوار إلى دكة الاحتياط بعد شوط مميز، وحوّل مكانه آدم وناس في صناعة اللعب، فيما حلّ محرز مكان لاعب ليل على الرواق الأيمن، هو الذي ضيّع العديد من الكرات وقام بلعب سلبي حرم به "المحاربين" من التقدم نحو الأمام. عبدو: ركّزنا لعبنا في وسط الميدان أغلق مدرب منتخب موريتانيا أمير عبدو كل المنافذ على لاعبي الفريق الوطني، حيث أكّد بأنّ لاعبيه طبّقوا التعليمات جيدا أمام "الخضر"، وبالرغم من أنّ رفقاء عوار استحوذوا على الكرة إلاّ أنّ أشباله سيروا اللقاء لصالحهم، وأشار إلى أنّ بلماضي سهّل مهمة لاعبيه فوق أرضية الميدان، حين قال بالحرف الواحد "كنّا نتوقّع أن يبدأ بن طالب المواجهة أساسيا، لكنهم فضلوا اللعب بوسطيْ ميدان ارتكاز". وأضاف "التعليمات تقول أنه كل ما تكون هناك تمريرة سلبية، يجب أن تقوم التشكيلة بالصعود للتضييق على حامل الكرة". وتابع "ركّزنا تواجدنا في وسط الميدان، وتركناهم يحاولون العبور عبر الأطراف، وهو ما نجحنا فيه بعدما جعلناهم يلعبون في عرض الملعب". وختم فكرته "قوّتهم كانت في ماندي الذي لم يسمح لنا بالتقدم في كل مرة كانت لدينا هجمة خطيرة، صحّحنا الأمور في المرحلة الثانية، وفي كل مرة يتقدم فيها المنافس كنا نقطع له الكرة، وهذا أسلوب اللعب الذي جهّزناه". غادر الثلاثي (بن سبعيني، غيتون، آيت نوري) ملعب السلام بمدينة بواكي الإيفوارية بالدّموع، متأثّرين بمغادرة الفريق الوطني مبكرا من نهائيات كأس أمم أفريقيا، خصوصا الوافدين الجديدين اللذين كانا يبحثان عن الذهاب بعيدا في المنافسة، وتذوق حلاوة التأهل والتقدم في المنافسة القارية. يذكر أنّ الفريق الوطني بخروجه المبكر من نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم بكوت ديفوار، بلغ تاسع إقصاء من الدور الأول في عشرين مشاركة ب "الكان".