تعرّفت على الأسير المقدسيّ حسام زهدي شاهين عبر القضبان؛ التقيته المرّة الأولى يوم 20.06.2019 في سجن الجلبوع. توطّدت العلاقة بيننا وزرته عدّة مرات، تواصلنا وتعاصفنا ثقافيًا، وصار "واحداً من العيلة". كان الاعتقال (28.01.2004)، ومُذّاك يرزح تحت نير سجون الاحتلال وزنازينها. يا خجلنا!! حدّثني حسام في الكثير من اللقاءات عن والدته، الحاجة آمنه، وفي إحداها قال لي: "هناك أمهات ينتظرن بوابة السجن وأخريات بوابة الفنادق". تواعدنا باللقاء معاً في حضنها ولكن سبقتنا يد المنون لتختطفها دون وداع يوم 08.01.2024. سافرت برفقة زوجتي سميرة، نيابة عن حسام، لبيت العزاء في القدس (رافقنا الصديق جميل عمرية) لألتقي بنسيم وريما ومحمد وعصام وسفيان (والاحتلال حالَ دون حضور سوسن) وكان حسام الحاضر الغائب بيننا. لك عزيزي حسام أحلى التحيّات، الحريّة لك ولجميع رفاق دربك من أسرى الحريّة.( حيفا 28 جانفي 2024 ) حِجِّة الوداع نشرت يوم 29.11.2023 خاطرة بعنوان "صفّرنا الدامون"... وخاب أملي. زرت سجن الدامون لألتقي بالأسيرة دلال محمد سليمان خصيب (أم قتيبة)؛ من قرية عارورة (مواليد 08.10.1971، كلّ العائلة برج الميزان)، أطلّت مبتسمة ابتسامة عريضة، وحين دخلَتْ غرفة اللقاء قالت بعفويّة تامة: "ما أحلى الدفى". (شغّلتُ المكيّف/ تدفئة قبيل دخولها الغرفة). حتلنتني عن وضع السجن؛ زميلات الزنزانة (زينب ساجدية، ليندا جعارة، هيا حج يحيى، ياسمين أبو سرور، فاطمة شمالي، أحلام يونس)، الظروف جداً سيئة، أسيرة مع باسور وأخرى مع ضيق نفس وبدون رعاية طبيّة وعلاج، الأكل سيئ جداً وبكميات قليلة "يا دوب تسليكة حال"، تبريد، "البنات دايرات بالهن عليّ، أعطينّي طقم صلاة وبيجاما، وبعاملوني كأمهن".انبسطتْ كثير حين قرأتُ على مسامعها رسائل العائلة، وضحكت حين أعلمتُها أنّ "طالبات أكاديميّة الصفا ومعلّمتك ببلّغوك سلامهن ومكانك محفوظ"، وكم كانت فرحة حين طلبت منها إيصال أسيرة غزيّة بأنّ زوجها وولادها بخير، بعكس ما نُشِر عن استشادهم. حدّثتني عن ساعة الاعتقال؛ والتحقيق، وضربة بسيطة وعابرة، وعن سؤال المخابرات حول صورة لها في الحج (موسم الحج الأخير) وكم كانت فخورة بها، حيث كانت "حِجِّة الوداع". حدّثتني عن اشتياقها للمّة العائلة، وخاصّة ستّة أحفادها، ورسالتها: "أحبائي الغاليين، الله يرضى عليكم الجميع، الحمد لله ربّ العالمين أنا بصحة جيّدة وكلّ شي عندي تمام". لك عزيزتي دلال أحلى التحيّات، والحريّة لك ولجميع أسرى الحريّة. (حيفا 25 جانفي 2024).