ثمّن الخبير والمهندس الفلاحي "باديس محمد" مخرجات الرؤية الجديدة لمجلس الوزراء بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الأخيرة الرامية إلى ترقية المزارع النموذجية والنهوض بالقطاع الفلاحي، تضاف إلى تلك الانجازات المحققة في قطاع الفلاحي، باعتبار المزارع النموذجية هي القاطرة والأنموذج الذي يعود إليها الفلاح من أجل تحقيق الأمن الغذائي في ظلّ التغيرات المناخية التي يعرفها العالم. اعتبر الخبير الفلاحي، أن الجزائر اليوم تملك أكثر من 174 مزرعة نموذجية، تغطي مساحة فلاحية تتجاوز 16 ألف هكتار، بمعدل 850 هكتار لكل مزرعة، موزعة على تراب الجمهورية من الجنوب الجزائري إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب، تحوز على أحسن الأراضي من ناحية الخصوبة ومن ناحية الموقع، إذ أن أغلبها موجودة في مساحات مسقية، يضاف إليها العامل البشري المسير لهذه المزارع النموذجية المكون من إطارات ومهندسين من خيرة ما أنتجته المعاهد والجامعات الجزائرية، كلها تمثل موردا هاما للانطلاق في مسار التنمية الفلاحية وقيادية القطار، لتحقيق الأمن الغذائي في الجزائر. مشيرا في ذات السياق، إلى ضرورة تكييف القوانين المتعلقة بسير هذه المزارع، بقوانين يراعى فيها التوازنات الإنتاجية، من حيث الخصوصية الإنتاجية لكل مزرعة نموذجية، وحلت بعض المشاكل المتراكمة المتعلقة منذ سنوات، تأخذ بعين الاعتبار طابع الألوية في اقتناء البذور والجرارات، مع انفتاحها على الجامعة لتبادل الخبرات. وأكد، إلى ضرورة إشراك واستشارة أصحاب المزارع النموذجية ومسيرو هذه المزارع، في صياغة الرؤية الجديدة للمزارع النموذجية، مبنية على لا مركزية القوانين، من شأنها أن تساهم في تطوير هذه المزارع والالتحاق بركب التطوّر الزراعي المنشود من طرف السلطات الوصية، من خلال تسطير مخطط عمل قصير، متوسط، وطويل الأمد ذات أهداف واضحة ومبنية، مع إخضاعها لتقييم دوري، لدراسة مدى تحقيق الأهداف ودراسة الأسباب الواقعية وتداركها. إلى جانب تعميم، فكرة ربط الجامعة بالمزارع النموذجية قصد ربط وتطوير المزارع بكل ما هو جديد ومبتكر، فالبحوث الجامعية الأكاديمية لابد أن تجيب على تطلعات الفلاحة الجزائرية، لاسيما في مواضيعها المتعلقة بالآنية والواقعية، فنحن اليوم نعيش مشكلة التغيرات المناخية ومشكلة ملائمة التربة للنباتات وتشخيص الأمراض المتعلقة بالحشرات الجديدة، تشكل هاجسا لدى الفلاحين والإنتاج الزراعي بشكل عام، لذا لابد من أن ينصب عمل الجامعة والبحث العلمي في هذا الإطار فلابد للجامعة أن تساير المزارع النموذجية الأبحاث العلمية والجامعة في كل الظروف. صياغة رؤية جديدة للمزارع النموذجية واعتبر الخبير في الزراعة، إلى جانب أن الرؤية الجديدة لتسيير المزارع النموذجية، إلى ضرورة الاعتماد على مختلف الشرائح الفاعلة في قطاع الزراعة، وربط المزارع النموذجية بمختلف المعاهد التابعة للوصاية وإخضاعها للدراسات التقنية المتعلقة بدراسة النباتات وتحسين سلالات الحيوانات وغيرها، والاحتكاك بالخبرات الأجنبية لزيادة الإنتاج، لاسيما مع الدول الصديقة والشقيقة التي تملك باعا طويلا في بعض الاختصاصات على غرار تربية الحيوانات وتكثيف البذور وغيرها، من أجل تبادل الخبرات مع المخابر الدولية، حتى نجلب كل ما هو جديدة وعلمي في القطاع الزراعي وفق معادلة رابح اربح على حدّ قوله. إلى جانب، مواكبة المزارع النموذجية لمختلف المشاريع التي سطرتها الدولة الجزائرية، لاسيما تلك الأهداف والطموحات التي وضعت لها نفس الإمكانيات من طرف رئيس الجمهورية، على غرار زراعة الحبوب والبقول الجافة والزراعات الزيتية، خاصة فيما تعلق بتسجيل هذه الشعب على مستوى المزارع النموذجية، فالفلاح يكون له عزوف إزاء المشاريع الجديدة، وبمجرد نجاح التجربة على مستوى المزارع يقوم بتتبع الخطوة والنموذج، وبهذا نكون قد أعدنا للمزارع النموذجية بريقها الذي أنشئت من أجله.