في أعقاب اتّهامات ومزاعم خطيرة أطلقتها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا"، بدأت أمس مجموعة مستقلة من الخبراء، عملية مراجعة لأنشطة الوكالة. شكّلت الأممالمتحدة لجنة، برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا، وستعمل كورونا (67 عاماً) مع خبراء من معهد "راؤول والنبرج" في السويد، وأيضاً معهد "ميشيلسن" في النرويج والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان، وفقاً لما ذكرته الأنباء. ومن المقرر إعداد تقرير مؤقت بحلول نهاية مارس المقبل. وتتصدّر "أونروا" عناوين الأخبار منذ أسابيع، على أثر اتهام الاحتلال عشرات من موظفي المنظمة بالتورط في الهجوم الذي شنته حركة "حماس"، في السابع من أكتوبر الماضي. ونتيجة لذلك، علقت دول غربية عديدة، بما في ذلك أكبر دولتين مانحتين، الولاياتالمتحدة وألمانيا، بشكل مؤقت، دعمهما للوكالة. وتعهّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتقديم توضيح شامل للأمر. وجرى فصل عدد من موظفي المنظمة على الفور. وستبحث مجموعة الخبراء مدى امتثال "أونروا" أو انتهاكها لإجراءات الحفاظ على الحياد. ويمكن أيضاً تقديم اقتراحات لتحسين إجراءات الحماية، وإجراء تغييرات. وكانت أمريكا، بين دول أخرى، قد دعت إلى إجراء إصلاحات جوهرية لأونروا. وتزعم سلطات الاحتلال إن "أونروا" جرى اختراقها بشكل كامل من قِبل "حماس"، وتُطالب بحلها. وتُجري الأممالمتحدة تحقيقاً داخلياً ثانياً، في نفس وقت إجراء المراجعة المستقلة. ويحقّق هذا في المزاعم الفردية ضد موظفي المنظمة الأممية، وتردَّد أنّ الأمر سيستغرق عدة أسابيع. ملايين اللاجّئين أمام مصير مجهول
من ناحية ثانية، حذّر مدير شؤون وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، أولاف بيكر، مما عدّه "عواقب وخيمة" على اللاجئين الفلسطينيين في المملكة "إذا لم تتم إعادة تمويل (الأونروا) على الفور". وقال بيكر، في بيان صحافي، إن "لاجئي فلسطين في الأردن يشعرون بقلق عميق إزاء تعليق تمويل (الأونروا)"، لافتاً إلى أنه في حال استمر الوضع الحالي دون تغيير "فإننا نواجه حالة من عدم اليقين بشأن قدرتنا على الاستمرار في تقديم جميع خدماتنا بعد نهاية شهر فيفري". تجدر الإشارة إلى أنه يوجد على الأراضي الأردنية 13 مخيماً موزعة على عدد من المحافظات تضم نحو 2.207 مليون لاجئ، وأكثر المخيمات كثافة سكانية هو مخيم البقعة الواقع على حدود محافظة البلقاء (29 كيلومتراً غربي العاصمة)، ويضم نحو 130 ألف نسمة.