تتواصل الحرب على قطاع غزة لليوم 132، مع تواصل الغارات الصهيونية في مختلف أنحاء القطاع، وتصاعد التحذيرات من مخاطر الهجوم على مدينة رفح المكتظة التي نزح إليها الأهالي من شمال القطاع ووسطه باعتبارها "مناطق آمنة"، كما قال جيش الاحتلال في بداية الحرب. وسط ترقّب لإعلان عن التوصل إلى اتفاق قد يوقف القصف الصهيوني على قطاع غزة، جاءت أنباء متضاربة حول نتائج اجتماع القاهرة الذي عقد الثلاثاء بشأن صفقة وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال. وفي الوقت الذي قالت فيه وسائل إعلام مصرية، إنّ "أجواء اجتماع القاهرة الرباعي بشأن غزة، كانت إيجابية"، وإنّ المشاورات ستستمر لثلاثة أيام، تحدثت وسائل إعلام صهيونية، عن عودة وفد الاحتلال من دون مؤشر على إحداث تقدم، كما ذكرت أن موقف حماس لم يتغير. وبشأن الهجوم الذي تهدّد القوات الصهيونية بشنه على مدينة رفح، قال المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لايرك، إنّ سلطات الاحتلال لم تتواصل مع المكتب بشأن خطة لإخلاء منطقة رفح في قطاع غزة، سواء بشكل منفرد أو مشترك، مضيفاً أن "المكتب لن يشترك في أي إجلاء قسري حتى إذا تواصلت معه سلطات الاحتلال بهذا الشأن". من جهته، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أمله في أن تنجح المحادثات الجارية لإطلاق سراح الأسرى والتوصل إلى تهدئة قبل شن جيش الاحتلال هجومًا على رفح ستكون له "عواقب مدمرة". وفي حين قال رئيس أركان جيش الاحتلال إن الطريق ما زال طويلا بعد 4 أشهر من الحرب، أعلنت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) - إيقاع قوة صهيونية بين قتيل وجريح في تفجير 3 فتحات أنفاق بشمال خان يونس، واستهداف أخرى من المسافة صفر شرقي المدينة. وأكّدت سرايا القدس - الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي - قصفها مقر قيادة للجيش الصهيوني وسط خان يونس. جريمة بشعة داخل مجمّع ناصر الطبي يأتي ذلك، فيما واصل الاحتلال ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين العزل في شتى أرجاء قطاع غزة، في ظل تعذر جهود إجلاء الشهداء وإنقاذ الجرحى بفعل انهيار المنظومة الصحية بالتزامن مع حصار مطبق لمستشفيات في خانيونس، أبرزها مجمع ناصر الطبي. وقد أجبرت قوات الاحتلال أمس آلاف النازحين على إخلاء مجمع ناصر الطبي. والأحد، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلقه العميق إزاء الوضع داخل وحول مجمع ناصر الطبي الذي تحاصره قوات الاحتلال. في الأثناء، استشهد شاب فلسطيني برصاص الجيش الصهيوني في مجمع ناصر الطبي، وقال شهود عيان، إن الجيش كان قد اعتقله من خان يونس وأرسله لإخطار النازحين داخل المستشفى ب "الإخلاء الفوري". وأوضح الشهود والمصادر أن العساكر الصهاينة ألبسوا الشاب الفلسطيني لباساً أبيض يشبه الزي الواقي من فيروس كورونا، وقيدوا يديه، ووضعوا علامة صفراء على رأسه لمتابعته وتمييزه. وذكروا أن الشاب عاد إلى قوات الجيش بعد إيصال الرسالة للنازحين بداخل المستشفى "فقام العساكر بإعدامه عبر إطلاق ثلاث رصاصات عليه قبل وصوله إليهم".