مازالت الحرب في غزة مستمرة في شهرها الخامس، فيما تتزايد التحذيرات من اجتياح رفح التي تأوي ما يقارب مليون ونصف مليون نازح باتوا محاصرين بين جيش صهيوني دموي لا يريد وضع نقطة النهاية لحرب إبادته، وبين حدود يرفضون تجاوزها لأنّهم ببساطة يصرّون على البقاء في أرضهم وعدم مغادرتها تحت أيّ ظرف حتى وإن كانت المنية. دعت فلسطين، إلى إجراء دولي عاجل لوقف حرب الإبادة التي تنفذها القوات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، محذرة من تهديدات الاحتلال بشن هجوم على مدينة رفح، جنوبي القطاع. جاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة بعثها المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة، السفير رياض منصور، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (غوايانا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس "بشأن ضرورة اتخاذ إجراء دولي عاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها القوات الصهيونية على الشعب الفلسطيني". وحذر منصور في رسائله من "التهديدات الصهيونية بشن هجوم على رفح، جنوب قطاع غزة، والتي لجأ إليها أكثر من 1.4 مليون مواطن نازح، إلى جانب ربع مليون من سكان المدينة". وتساءل: "كيف يمكن تبرير الحاصل للحياة البشرية، والإبادة الجماعية؟ وكيف يمكن لأي شخص تبرير ذبح أكثر من 12.300 طفل يفترض أنهم يتمتعون بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان؟" وطالب مجلس الأمن وجميع الدول "بالتحرك بشكل فوري للاضطلاع بمسؤولياتهم، قبل فوات الأوان، وقبل أن تتعرض الحياة في غزة لمزيد من الدمار، وقبل تمزيق القانون الدولي بشكل أكبر". مجازر وشهداء في الأثناء، تواصلت الغارات الدموية التي تشنها طائرات الاحتلال الصهيوني لليوم 131 من العدوان على قطاع غزة، تزامنا مع تكثيف القصف في المناطق الشرقية لمدينة رفح . واستهدفت مدفعية وطائرات الاحتلال مناطق عدة في وسط قطاع غزة، كان أبرزها استهداف منزل بمخيم النصيرات وأرض زراعية في مخيم المغازي، إلى جانب قصف شقة سكنية. ووقع عدد كبير من الشهداء والإصابات جراء استهداف منزل يعود لعائلة درويش في النصيرات، فيما تم انتشال ستة شهداء وعدد من الإصابات من شقة مستهدفة تعود لعائلة قدوحة في مخيم النصيرات. وشهدت المناطق الشمالية لمدينة غزة استهدافات عنيفة من قبل جيش الاحتلال، طالت قصف أبراج المقوسي شمال غزة.في سياق متصل، كثّفت مدفعية الاحتلال الصهيوني قصفها على المناطق الشرقية لمدينة رفح، فيما سُمع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية المتمركزة شرق المدينة، تزامنا مع تهديدات الاحتلال بتوسيع العملية العسكرية البرية إلى رفح التي تأوي أكثر من مليون نازح. وتعرضت رفح لغارات جوية مكثفة وعدوان غير مسبوق أمس، أسفر عن أكثر من 100 شهيد ومفقود تحت الأنقاض، جراء قصف عدد من المنازل والمساجد بالمدينة. حصار مجمع ناصر الطبي وطال القصف المدفعي أيضا محاور عدة في مدينة خان يونس، فيما شهدت المنطقة القريبة من مجمع ناصر الطبي حركة كبيرة لآليات الاحتلال، مع اشتداد الحصار الصهيوني على المجمع. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة بغزة الدكتور أشرف القدرة، نفاد الطعام لدى الطواقم والمرضى والنازحين في مجمع ناصر الطبي، مؤكدا سقوط الأسقف المعلقة في أقسام المبيت والعمليات نتيجة الانفجارات المحيطة بالمجمع. وأشار القدرة إلى أنه لا أحد يستطيع التحرك في ساحات مجمع ناصر، موضحا أن قناصة الاحتلال قتلت 7 مواطنين وأصابت 14 آخرين من الطواقم والنازحين داخل ساحات المجمع. في غضون ذلك، تجدد القصف المدفعي على مناطق غرب وجنوب وشرق خان يونس، إلى جانب إطلاق نار وقذائف كثيفة من آليات الاحتلال في المناطق الجنوبية للمدينة. المقاومة تكبد الاحتلال خسائر فادحة يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الصهيوني مقتل ضابط وعسكريين في معارك جنوب قطاع غزة، ومن جانبها أكدت المقاومة الفلسطينية تكبيد جيش الاحتلال خسائر في اشتباكات وتفجيرات بالقطاع. وأوضح الجيش الصهيوني أن القتلى هم قائد كتيبة 630 في الاحتياط ونائب سرية الكتيبة 630 وعسكري آخر من نفس الوحدة، وأشار إلى أن القتلى سقطوا خلال تفجير مبنى مفخخ، مؤكدا تسجيل إصابات بين قواته بجروح مختلفة في المعارك الدائرة جنوب قطاع غزة.من جانبها، أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقاتليها أجهزوا على 10 عساكر صهاينة من نقطة الصفر، وأنهم فجروا عبوة مضادة للأفراد في قوة راجلة في عبسان الكبيرة شرق خان يونس. وكانت مصادر إعلامية للاحتلال قد أكدت تعرض الجيش لكمين وصفته بالكبير والمحكم نفذته المقاومة الفلسطينية في خان يونس، وقد أودى بحياة أكثر من 11 عسكريا. وقالت المصادر إن "الحدث الأمني وقع جنوب شرق خان يونس على شكل كمين محكم، واستغرق نقل القتلى والجرحى ساعات".