تكبّد الجيش الصهيوني خسارة يومية غير مسبوقة منذ بدء الاجتياح البري، إذ أعلن مقتل 24 ضابطا وعسكريا بنيران المقاومة وسط وجنوبي القطاع، وهو ما دفع القادة الصهاينة للتعبير عن ألمهم، ووصف المعارك الجارية في خان يونس بالقاسية. في الأثناء، واصل الاحتلال القصف المكثف على مناطق بينها خان يونس، وبلغت حصيلة ال24 ساعة الماضية 195 شهيدا، في حين شهدت الضفة الغربية اقتحامات جديدة، تخللتها اشتباكات مسلحة واعتقالات. ضربة موجعة تلقّاها الجيش الصهيوني في منطقة المغازي وسط قطاع غزة على يد المقاومة الفلسطينية التي نجحت في تكبيده أكبر خسارة منذ بدء عدوانه الغاشم على القطاع، ما زلزل كيانه وجعله يهذي من شدّة الصدمة ويتوعّد بمزيد من سفك الدّماء والدّمار. أكد الناطق العسكري الصهيوني أمس، بأن 21 ضابطا وعسكريا صهيونيا قُتلوا داخل قطاع غزة، علاوة على ثلاثة ضباط كشف عن مقتلهم قبل ذلك، ليصبح العدد الكلي للقتلى في صفوف جيش الاحتلال منذ التوغّل البري 224 ضابطا وعسكريا. وبحسب الرواية الصهيونية، فقد حصل هذا الهجوم الذي قادته المقاومة بنجاح، عندما كان الجيش يتقدم لتفجير مساكن في المنطقة العازلة على بعد حوالي 600 متر من السياج في منطقة مخيم المغازي للاجئين وسط غزة. وتضيف الرواية، بأن عساكر احتياط من اللواء 261 دخلوا إلى منطقة المغازي وسط قطاع غزة، وبناء على طلب الجيش عملوا مع وحدة الهندسة على تفخيخ 10 مباني استعدادا لتفجيرها. وبينما كانوا على وشك إنهاء مهمتهم، أطلق مقاومو حماس قذيفتي "آر بي جي"، الأولى نحو دبابة ميركافا، ما أدى لاحتراقها ومقتل عسكريين وإصابة اثنين آخرين داخلها، والثانية أطلقت على المبنى المفخخ، ما أدى إلى تفعيل المتفجرات وانهياره على من بداخله، أي 19 عسكريا. وقد أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها عن هذا الهجوم، وتعهدت بمزيد من الضربات التي ستوجهها للعدو في كافة مناطق قطاع غزة. الهجوم الأفظع منذ بدء الإجتياح عبّر مسؤولون صهاينة عن مشاعر الصدمة والحزن بعد الاعلان عن هذه الخسارة الكبيرة، وتوعّدوا بالانتقام وبمواصلة حربهم الدموية. وفي السياق، قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو: "بالأمس مررنا بأحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب.. لكننا سنمضي قدما في قتالنا في غزة حتى تحقيق النصر "كما يتوهّم". وأوضح المتحدث باسم الجيش، أمس الثلاثاء، بأن هذا الهجوم هو الأقسى منذ بدء التوغل البري في القطاع، وشدّد على أن مهمة القوات الصهيونية في جنوبغزة تسير وسط ظروف قاسية، حسب تعبيره. ووصف متحدث آخر باسم الجيش الهجوم بالمروع، قائلا، "إنه يوم مروع.. فقدنا الكثير من عساكر الاحتياط خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية". في حين اعتبر وزير الدفاع أن هذه "الحرب في غزة ستحدد مصير الكيان لعشرات من السنين القادمة. وأضاف بحسابه على منصة إكس "إنه صباح صعب ومؤلم..". من جهته، قال وزير الأمن القومي الصهيوني، "إن مقتل 24 من عساكر الجيش في منطقة المغازي يؤكد أنه لا ينبغي لنا أن تخفف من تصعيد العمليات القتالية في قطاع غزة". وأضاف السياسي اليميني المتطرف إنه "يجب علينا الاستمرار في إخضاع وسحق العدو في غزة، بكل ما أوتينا من قوة". خان يونس.. قلب المقاومة النابض وتحت وقع الصّدمة، شدّدت قوات الاحتلال الصهيوني قصفها وغاراتها على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس، ما أدى لسقوط أكثر من 60 شهيدا وإصابة العشرات. ونقلت وكال الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية قولها إن طائرات الاحتلال قصفت خيام النازحين في المواصي غرب خان يونس، ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين، وإصابة العشرات. وأفادت مصادر طبية، بوصول عدد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى؛ إثر قصف الاحتلال سيارة تقل نازحين قادمة من خان يونس إلى المحافظة الوسطى من قطاع غزة، عبر الطريق الساحلي. كما أفادت المصادر نفسها أن المدفعية الصهيونية قصفت مجددا محيط مستشفى ناصر في المدينة، التي تشهد معارك ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال. استهداف الهلال الأحمر والمستشفيات من جانبه قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن مدفعية جيش الاحتلال الصهيوني قصفت صباح أمس مقره في مدينة خان يونس. وأضاف - عبر منصة "إكس" أن القصف المدفعي رافقه إطلاق نار كثيف من المسيّرات الصهيونية، ما أدى إلى إصابة عدد من النازحين الموجودين في المبنى. وفي السياق ذاته، قالت وزارة الصحة في غزة إن عشرات الشهداء والجرحى ما زالوا في المواقع التي استهدفها الاحتلال غرب خان يونس، وإن الاحتلال يمنع تحرك سيارات الإسعاف لانتشالهم. كما أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد عدد من الفلسطينيين بعد استهداف طائرات الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال القطاع، بينما قصفت مدفعية الاحتلال محيط مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. وتقترب معركة خان يونس من دخول شهرها الثالث دون أن يتمكن الجيش الصهيوني من إحكام سيطرته على المحافظة التي يرى قادة الاحتلال أنها المركز الأهم عسكريا بالنسبة للمقاومة. على الصعيد الإنساني، قالت وزارة الصحة في غزة،، إنّ الوضع الصحي في خانيونس "كارثي ولا يوصف"، مضيفةً أن أعداداً كبيرة من الجرحى يفترشون الأرض في مجمع ناصر الطبي. وفي شمال القطاع، تتواصل أزمة الجوع جراء انقطاع المواد الغذائية الأساسية، مع عودة المعارك البرية العنيفة بين المقاومة وجيش الاحتلال في عدة محاور. وقال مسؤولون صهاينة إن مقاتلي المقاومة يعودون إلى كل نقطة ينسحب منها جيش الاحتلال. في سياق آخر، قالت شبكة "سي أن أن" الأمريكية إن سلطات الاحتلال قدّمت مقترحاً "استثنائياً"، لم يعلن عنه من قبل، يقضي بمغادرة كبار قادة حركة "حماس" غزة، كجزء من اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار. ونقلت الشبكة الأمريكية عن "مسؤولين مطّلعين على المفاوضات" أن مقترح الاحتلال بمغادرة قادة "حماس" لغزة، نُوقش "كجزء من مفاوضات وقف إطلاق النار الأوسع، مرتين على الأقل في الأسابيع الأخيرة.