يستعيد الليبيون اليوم ذكرى "17 فبراير"، وسط تطلّعات كبيرة لإنهاء حالة الانقسام السياسي، واستكمال مسار المصالحة الوطنية الشاملة بإجراء الإنتخابات التي تأجلت عديد المرات، لإنهاء أزمة البلاد التي دخلت عامها 13. أجمعت الأطراف المحلية والدولية الفاعلة في الملف الليبي، على أن المخرج الوحيد من الأزمة الليبية الطويلة هو إجراء انتخابات رئاسية في أقرب وقت. وفي السياق أكّد المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي أن الأطراف العسكرية والأمنية يجب عليها أن تقتنع بالمشاركة في العملية السياسية حتي نتمكن من إجراء الانتخابات. وحثّ الأطراف الليبية الرئيسية على تسوية الأمور الخلافية بعد استكمال الإطار القانوني والدستوري للقوانين الانتخابية. وسجّل باتيلي في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي حول ليبيا، استمرار وجود خلافات حول مسألة تشكيل حكومة تشرف على الاستحقاقات، وأشار إلى أنّ رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة أكد أنه لن يتخلى عن منصبه إلا بعد إجراء الانتخابات ويريد أن تشرف حكومته على العملية الانتخابية القادمة. وأوضح باتيلي أيضا، إلى أن رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة" مازال يرفض القوانين الانتخابية الصادرة من لجنة 6+6. أرواح اللّيبيّين خط أحمر كما شدّد باتيلي على أن التسوية السياسية في ليبيا يجب أن تشمل جدولا زمنيا محددا، لافتا إلى أنه لا يؤيد أية مبادرة تؤدي إلى تأجيج النزاع وتعرض أرواح الليبيين للخطر وأن الأممالمتحدة مستعدة للنظر في أية مقترحات تؤدي إلى تسوية الأزمة الليبية، طالبا مجلس الأمن بالضغط على الأطراف الليبية للمشاركة في الحوار الخماسي. وعبّر المبعوث الأممي عن قلقه من مناقشة مجلس النواب مشروع قانون جديد للمصالحة بشكل يتجاوز المجلس الرئاسي ومشروعه، قائلا "لا يمكن التقدم دون تسوية سياسية بين القادة، وأحثهم على تنحية المصالح الشخصية والأنانية جانباً". وحثّ المبعوث الأممي جميع الأطراف الرئيسية الابتعاد عن المصالح الشخصية الضيقة، وأن يحضروا لجولات المفاوضات بحسن نية ومناقشة كافة الأمور الخلافية بشكل لا يشكّك في التزامهم بالانتخابات أو وحدة البلاد ومستقبلها. أوضاع السّاحل تقلق البعثة الأممية وقال إنّ الحالة الأمنية في الجنوب الليبي مقلقة نتيجة تدهور الأوضاع في السودان والساحل. وأوضح المبعوث الأممي أن انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا لا زال متعطلا بسبب الجمود السياسي. ودعا كل الكيانات الليبية إلى العمل للتوصل إلى إدارة عادلة وشفافة إيرادات ليبيا، مشدّدا على أنّ المبادرات الموازية لا يمكن أن تكون مفيدة إلا إذا دعمت جهود البعثة الأممية لحل الأزمة. التّدخلات الخارجية تعرقل الحل إلى ذلك، أعرب ممثل روسيا لدى مجلس الأمن الدولي عن تأييد بلاده من حيث المبدأ لدعم المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي للخروج من الأزمة، ولتفادي التدخل المفرط في ليبيا. من جهته، أكّد المندوب الأمريكي في مجلس الأمن الدولي أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بدعم الاستقرار في ليبيا، وضمان تنفيذ حظر الأسلحة وتقديم الخدمات للشعب الليبي.وبدورها دعت مندوبة فرنسا لدى الأممالمتحدة كافة الأطراف الليبية إلى المشاركة بحسن نية لدعم عملية الأممالمتحدة للوصول إلى تسوية سياسية وتشكيل حكومة موحدة. وعبّرت عن استعداد بلادها لتسيير الحوار بين الليبيين بالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين. وأكّدت على ضرورة استكمال تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار لاسيما سحب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا. وقالت إنّ الوضع الأمني في ليبيا أصبح هشا للغاية والفراغ السياسي يزيد من ذلك، وأنّ التدخلات الأجنبية تفضي إلى عدم الاستقرار في المنطقة، داعية إلى أن تجرى الانتخابات في كافة مناطق ليبيا.