يبدو أن الأممالمتحدة لم تعد تحتمل إطالة عمر الأزمة في ليبيا مما جعلها تلجأ إلى استعمال لهجة "حادة" تجاه الأطراف الليبية لدفعهم إلى إنهاء أزمة بلادهم المتفاقمة، في ظل غياب مؤشرات لانفراجها حماية لمصلحة الشعب الليبي. أكد فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن للهيئة الأممية "آليات بديلة" إذا استمر الانقسام في ليبيا وإذا "لم تثمر جهود المبعوث الأممي عبد الله باتيلي". وأضاف المسؤول الأممي إن "الآليات البديلة تعد تشجيعًا للأطراف الليبية، وليس تهديدًا لها، بالنظر إلى وجود من يريد أن يفسد آليات الوصول إلى حل، مؤكدا أنه لا بديل عن تنظيم الانتخابات في أقرب وقت لإيجاد حكومة شرعية، وهذا ما يريده الليبيون منذ فترة طويلة. وأكد أن الأطراف الليبية يجب أن تدرك أن "الانقسام الموجود في ليبيا منذ 12 عاما، لن يخدم أحدًا". وعبر المسؤول الأممي عن أمله في انخراط الولاياتالمتحدة والبيئة المحيطة في إفريقيا بالملف الليبي، بهدف الإسراع في إجراء انتخابات في أقرب فرصة ممكنة، بقناعة أن، باتيلي حاول التواصل مع كل الأطراف من أجل التوصل نهاية الشهر الجاري إلى أطر دستورية لتنظيم الانتخابات. وكشف أن الأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيريس، ركز على ثلاثة محاور أساسية لإخراج ليبيا من أزمتها ومنها تنظيم الانتخابات وتسوية الملف الأمني وخاصة انسحاب المقاتلين الأجانب الذين يحدثون إرباكا في ليبيا، ضمن خطوتين تمهدان لتحقيق مصالحة وطنية شاملة. وعقد مجلس الأمن الدولي في ساعة متأخرة من يوم أمس، جلسة إحاطة مفتوحة تعقبها مشاورات مغلقة بشأن تطوّرات الأوضاع في ليبيا. وينتظر أن يحدّد الممثل الخاص للأمين العام الأممي لليبيا، ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، خلال إحاطته، إطار عمل انتخابي مقترح، تتويجا لسلسلة اللقاءات التي أجراها خلال الأسابيع الأخيرة داخل ليبيا وخارجها، لتسهيل الاتفاق على خارطة طريق جديدة للانتخابات من أجل الدفع بالعملية السياسية في هذا البلد الذي لم تتمكن نخبه السياسية من التوصل إلى أرضية توافقية تمهد لاتفاق إطار ينهي حالة الاحتقان المتواصلة منذ سنة 2011.