كشف، بورغيدة الضيف، نائب مدير مكلف بالبذور ودعم الإنتاج بتعاونية الحبوب والبقول الجافة بسكيكدة، عن إطلاق أوّل برنامج على المستوى الوطني من نوعه، يتعلّق إنتاج فئة البذور ما قبل القاعدية، بالاشتراك مع الديوان الجزائري المهني للحبوب. البرنامج، أضاف بورغيدة، موجّه لإنتاج فئة البذور ما قبل القاعدية، ويشمل في المرحلة الأولى تكثير ما يزيد عن 20 صنفا من محاصيل الحبوب والبقول الجافة الغذائية، بمختلف أنواعها من قمح صلب، قمح لين، شعير وحمص، ويهدف هذا الأخير إلى تأمين الدورة الكاملة لعملية إنتاج كلّ أجيال بذور الحبوب والبقول الجافة الغذائية، عن طريق إعادة تأهيل معظم الأصناف الجزائرية المعروفة بجودتها، وقدرتها العالية على التأقلم مع الظروف الزراعية المحلية من تربة ومناخ، والتي لوحظ اختفائها، من مستوى الحقول خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى بعض الأصناف الأخرى ذات القدرة العالية الإنتاج وذلك من أجل تلبية احتياجات الفلاحين بما يناسب رغباتهم واختياراتهم. واستفادت، ولاية سكيكدة، من الاعتماد الخاص بإنتاج فئة البذور ما قبل القاعدية على ضوء النتائج المسجلة خلال السنوات الأخيرة في مجال إنتاج بذور محاصيل الحبوب والبقول الجافة الغذائية من طرف تعاونية الحبوب والبقول الجافة للولاية، ومساهمتها الفعّالة في توفير على مستوى السوق الوطنية لهذا النوع من البذور، بضمان تغطية الاحتياجات المحلية للولاية بصفة منتظمة، وتوفير فائض لتزويد احتياجات العديد من الولايات الأخرى على المستوى الوطني. ويتطلّب، حسب ذات المتحدث، إنتاج فئة البذور ما قبل القاعدية، مستوى خاص من التقنية والكفاءة العالية مع إمكانيات مادية ملائمة، مقارنة بالمراحل الأخرى لعملية إنتاج البذور، باعتبار هذه المرحلة هي أساس عملية إنتاج البذور وتمثل قاعدة الهرم في سلسلة الأصناف. كما يعدّ هذا البرنامج، حسب نائب مدير مكلف بالبذور ودعم الإنتاج، مساهمة كبيرة وإضافة نوعية من الديوان الجزائري المهني للحبوب وتعاونياته في تدعيم مجال إنتاج البذور بمختلف أنواعها وأصنافها في الجزائر، تضاف إلى مساهمة الفاعلين الآخرين نظرا لما تمثله هذه الخطوة من ضمان للتنوّع الكبير والمنتظم لجميع أصناف محاصيل الحبوب والبقول الجافة الغذائية، والذي من شأنه تحسين النوعية ورفع مستوى الإنتاج الوطني وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي للبلاد وتقليص فاتورة الاستيراد، لاسيما بالنسبة للبقول الجافة مع المحافظة على الموارد الجينية للأصناف الجزائرية المعروفة في ظلّ التغيرات المناخية التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة. وأنتجت الولاية أكثر من 360 ألف قنطار من الحبوب، خلال الموسم الماضي، على مساحة 29 ألف هكتار، لاسيما وأنّ الولاية رائدة في إنتاج الحبوب، وتموّن العديد من ولايات الوطن، رغم أنّها ليست بولاية متخصّصة في إنتاج الحبوب، وتحصي 7224 فلاح مسجّل في دفتر الفلاحة بسكيكدة بشعبة الحبوب، إلاّ أنّها تمكّنت من تحقيق موسم حصاد متميّز في الظروف المناخية الصعبة التي مرّت بها الولاية على غرار باقي ولايات الوطن. وتمكّنت تعاونية الحبوب والبقول، خلال الموسم الحالي، من توزيع ما يزيد عن 100 ألف قنطار من الحبوب، من بينها 45 ألف قنطار محلياّن والباقي تم توزيعه على أكثر من 20 ولاية من ربوع الوطن، حيث أنقذت الموسم الفلاحي من حيث توفير البذور، للتغيرات المناخية الأخيرة، وتتوفّر تعاونية الحبوب والبقول الجافة بالولاية، على طاقة تخزين تقدّر بأكثر من 600 ألف قنطار. وتعمل المصالح الفلاحية، على رفع المساحة المنتجة لمحاصيل الحبوب إلى 37500 هكتار، كهدف أساسي، حيث تم إنجاز 34150 هكتار في الوقت الحالي، مع أنّ ولاية سكيكدة لم تصنّف ضمن الولايات الرئيسية المنتجة للحبوب على المستوى الوطني، إلا أنّ توسيع زراعة الحبوب الشتوية والاستعانة بالري الصغير والمتوسّط وتحويل مياه سدّ زيت العنبة الكائن ببلدية بكوش لخضر، لسقي مساحات كبيرة من هذه الزراعة الأساسية، يرشّح الولاية لتكون في المستقبل القريب من بين المصادر الرئيسة في تزويد المزارعين، من مختلف ولايات الوطن، ببذور الحبوب الممتازة لزراعة القمح والشعير. وتتميز ولاية سكيكدة بتنوّع إنتاجها الفلاحي، وبكميات كبيرة ونوعيات جيدة، نظرا لطبيعة أراضيها التي تتميز بدرجة خصوبة نادرة، وتتوفر على مخزون هام من مياه السدود والوديان، ناهيك عن تنوّع المناخ والتضاريس من منطقة إلى أخرى، بالإضافة إلى كمية التساقط المعتبر للأمطار، خاصة في الجهة الغربية التي تعدّ الأولى على المستوى الوطني من حيث كمية التساقط، جعلها تصنّف كمنطقة تكثيف لكلّ أنواع الإنتاج في إطار المخطّط الوطني للتنمية الفلاحية والتجديد الريفي، لتستطيع بذلك تصدّر المراتب الأولى في مختلف المنتوجات الفلاحية.