نظّمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "محمد القباطي" بسيدي بلعباس، بالتنسيق مع جامعة الجيلالي اليابس والمكتبة الوطنية الجزائرية وبمشاركة مخبر المخطوطات الحضارة الإسلامية في شمال أفريقيا لجامعة وهران، الملتقى العلمي الوطني حول "حفظ المخطوطات الجزائرية من المخاطر والأزمات والكوارث الطبيعية.. الواقع والآفاق".. خلص الملتقى العلمي الذي احتضنته المكتبة العمومية للمطالعة محمد القباطي بسيدي بلعباس على مدار يومين، إلى ضرورة إنشاء خلية بحث حول مصادر المخطوط على مستوى ولاية سيدي بلعباس، يؤطّرها إطارات المكتبة الرئيسية ومصلحة التراث بمديرية الثقافة والفنون للتعريف بهم، وكذا إبرام اتفاقية شراكة بين مركز المخطوطات والمخابر في مختلف الجامعات الجزائرية، للتعريف بالتراث المادي الوثائقي المخطوط لطلبة الجامعة وتلاميذ المؤسّسات التربوية، مع إدراج تخصّص المخطوط في المنظومة التربوية لما يمثله من قيمة علمية وتاريخية لأشهر العلماء، إضافة إلى إدراج تدريس مقاييس حول الصيانة وترميم المخطوطات في كلّ من شعبة علم المكتبات والأنثروبولوجيا، مع تخصيص ورشات ودروس للأطفال بالمكتبة الرئيسية لتوعيتهم بأهمية التراث المخطوط. كما أكّد أعضاء لجنة التوصيات على إنشاء مراكز في مختلف الولايات لجمع وحفظ وصيانة وترميم المخطوطات، لأجل تقريبها من الأسر والزوايا والمدارس التي تمتلك المخطوطات، لتشجيع ملاّكها وأصحاب الخزائن لتسليم المخطوطات التي بحوزتهم من أجل ترميمها وصيانتها ورقمنتها، والقيام بعملية إحصاء شامل للمخطوطات والمخابر في مختلف الجامعات الجزائرية، تكثيف العناوين المقترحة لإعداد مذكرات التخرج والرسائل الجامعية لتحقيق المخطوطات وكيفية صيانتها والحفاظ عليها. وركّز المتدخّلون على أهمية المخطوطات باعتبارها ثروة علمية تتجلى من خلالها حضارة الشعوب وتاريخ أمم، يجب حفظها لتعريف الأجيال الحالية المستقبلية بها عن طريق رقمنتها ونقلها عبر موقع الكتروني يوضع في متناول الباحثين والطلبة. وأضافوا أنّ هذه الوثائق، بالرغم من قدمها إلا أنّها أصبحت محلّ اهتمام الباحثين لإعادة تنظيمها وحفظها من التلف، لما لها من أهمية في التعريف بعراقة التاريخ الجزائري.. وتحدّث المتدخّلون أيضا عن دور المركز الوطني للمخطوطات لولاية أدرار في الجمع والحفاظ على المخطوط الجزائري، وما يمكن أن تقوم به المكتبة الوطنية الجزائرية من عمل لحماية وحفظ التراث، عن طريق استعمال مجموعة من التقنيات المخبرية حتى تكون مرجعا للطلبة والباحثين في تاريخ الجزائر. وعلى هامش الملتقى، نظّمت المكتبة الوطنية الجزائرية ورشة تطبيقية حول تقنية حفظ وحماية المخطوطات، حيث عرّف المؤطرون بالمراحل التي يجب اتباعها عند القيام بعملية حماية المخطوط وترميمه، بما في ذلك تصوير المخطوط ورقمنته. وقد استعرض فيها الخبراء مختلف الأدوات والمعدّات المستعملة في ترميم وصيانة المخطوط، وكذا أساليب الترميم اليدوي وطرق الحفظ والتخزين وأساليب التجليد.