أكد المجاهد والمناضل في صفوف جيش التحرير محمود الباي، أن عملية الاتصال ونقل الاخبار والمعلومات مابين الولايات إبان الثورة التحريرية كان لها دورا هاما ورئيسيا في دعم النضال المسلح، فقد ساهمت وبمساعدة قيادات جبهة التحرير في جميع النواحي والمناطق في بلوغ الهدف المنشود، وهو القيام بعمليات فدائية نوعية وناجحة ذات طابع استخباراتي بحت . أشاد المجاهد محمود في تدخله، أمس، في الندوة التاريخية بجريدة «المجاهد» حول الاتصال والتنسيق بين المناطق التاريخية تخليدا لشهداء الاتصال، بالدور الكبير الذي لعبه هؤلاء الأبطال في استقلال الجزائر، وفي هذا الإطار قال الباي انه وابتداء من سنة 1952 بذات قيادات في جبهة التحرير التخطيط للطريقة التي ستعتمدها في عملية الاتصال ونقل المعلومات مابين المجاهدين والمناضلين المنتشرين عبر كافة ربوع الوطن. وقامت جبهة التحرير في تلك الفترة بوضع صناديق بريد للاتصال بالعديد من المناطق، عاملة على تكوين مجموعة من الافراد بكل الولايات اوكلت لهم مهمة نقل المعلومات والاخبار على غرار عمر بوطالب، واحمد القبائلي والدراجي وغيرهم من رجال الاتصال. غير أن هذا الفرع يقول محمود الباي لم يكن منظما بما فيه الكفاية، ففي سنة 1956 وبمؤتمر الصومام تحديدا تولت مجموعة من قيادات جبهة التحرير إعادة هيكلة الاتصال، بتنصيب قيادة بكل ولاية تتألف من أربعة أشخاص وهم منسق الولاية يساعده ثلاثة نواب واحد عسكري وآخر سياسي بالاضافة الى مسؤول عن الاخبار والاتصالات الذي اوكلت له مهمتان أساسيتان، أولهما مسؤولية الاستعلامات والتنظيم والأمن، بالاضافة إلى تنظيم الاتصالات مابين الولايات، والخارج والمناطق والنواحي والأقسام من جهة أخرى. وبخصوص المهمة الاولى قال المتحدث ان الجبهة انذاك كانت ملزمة بتأمين تحركات الثوار وتنقلاتهم من خلال جهاز استخباراتي يقوم برصد تنقلات العدو ووجهاته لضمان سلامة الثوار، بالاضافة إلى تحديد تحركات السكان واتصالاتهم في المنطقة، وكذا منع إندساس عناصر العدو في صفوف الجبهة، عملا على الاتصال بالجنود المتواجدين في صفوف جيشها ومساعدتهم على الفرار والاتصال ونقل الأخبار. فيما يتعلق بمهمة تنظيم الاتصالات فيما بين الولايات، أوضح ذات المتحدث أن قيادة جبهة التحرير عملت على إنشاء شبكة متكونة من مجاهدين وأعضاء بجيش التحرير تتولي مهمة تأمين الطرق والمسالك للثوار وتنظيم عملية الاتصال بين مختلف القيادات عبر الولايات، سيما فيما تعلق بتبادل الخبرات. واعتبر المجاهد سنة 1958 بمثابة «النقلة الكبرى في مجال الاتصال» إبان الثورة المجيدة، حيث تمكنت القيادة في الخارج من إدخال أجهزة اتصالات حديثة في العملية كالراديو والجهاز اللاسلكي، الذي كان له دور كبير في إنجاح مهمة الاتصال ونقل المعلومة بين أفراد جيش التحرير. من جهتها، أشادت المجاهدة عقيلة وارد عبد المومن، بالمساهمة الجبارة للمرأة الجزائرية بالخارج في عملية الاتصال ونقل المعلومات، مؤكدة أن فرنسا الاستعمارية في تلك الفترة ما بين سنة (1954 1962) كانت تحتقر الجزائرية وتعتبرها مجرد ربة بيت خدمة لزوجها وتربية أولادها، لكننا كنساء الفدرالية الفرنسية أثبتن عكس ذلك، بإتخاذ قرار ادخال النساء في عملية النضال بمنحها مسؤولية نقل الأموال والسلاح والمناشير والوثائق قائلة «كنا همزة وصل بين المناضلين والقيادة الموجودة بفرنسا».