تكثيف التنسيق والتشاور حول القضية الفلسطينية أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، رفقة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، العزم على الارتقاء بالتعاون الثنائي بين البلدين إلى مستوى الإرادة السياسية، واتفقا على تكثيف التشاور والتنسيق حول القضية الفلسطينية، مع إدانة شديدة للعدوان الصهيوني على قطاع غزة «وسط صمت مخزٍ لبعض الدول». عقب مشاركته على رأس وفد رفيع المستوى، في القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، المنعقدة، السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات، باشر الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، زيارة دولة إلى الجزائر تدوم يومين. الزيارة هي الأولى من نوعها لرئيس إيراني منذ 14 سنة، وتأتي في سياق إقليمي ودولي حافل بالتحولات الجيوسياسية، وأيضا بالمخاطر الكبيرة لاندلاع صراع مدمر في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع تجاوز العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل كل الخطوط الحمراء. وبعد محادثات ثنائية منفردة، ثم موسعة، وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، أدلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، رفقة نظيره الإيراني بتصريح للصحافة، استعرضا فيه المواقف المتطابقة والملفات التي كانت الطاولة. من خلال ما تم الإدلاء به من قبل الرئيسين، تظهر جليا جودة العلاقات الثنائية بين البلدين، وارتباطها بالمستجدات الحاصلة في المحيط الجيوسياسي القريب، كما تؤكد أن آفاقا واعدة يضعها الطرفان كأهداف وغايات على الأمدين القريب والمتوسط. في السياق، جدّد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عزمه على الارتقاء بالتعاون الثنائي بين الجزائر وإيران إلى مستوى الإرادة السياسية المبنية على العلاقات التاريخية بينهما. وضمن هذا الإطار، مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال النفط والغاز، وأخرى بين وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة مع نيابة رئاسة الجمهورية للعلوم والتكنولوجية واقتصاد المعرفة للجمهورية الإسلامية الإيرانية. الجزائر وإيران بلدان فاعلان طاقويا على الصعيد العالمي، كونهما عضوين بارزين وفاعلين طاقويين في منظمة أوبك ومنتدى البلدان المصدرة للغاز. هذا الأخير جرت أشغال قمته السابعة بالجزائر وستستضيف طهران دورته المقبلة. ويملك البلدان طموحا قويا في بناء اقتصاد متنوع خارج قطاع المحروقات، يقوم أساسا على الاستثمار في الموارد البشرية والابتكار والعلوم والتكنولوجيات الحديثة، لإحداث الفوارق في التنمية ووضع الحلول المستدامة لمختلف برامج عصرنة الاقتصاد. على صعيد آخر، أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أنه تطرق مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي إلى مستجدات الأوضاع على المستوى الدولي والإقليمي، لاسيما العدوان الصهيوني وجرائمه البشعة في قطاع غزة. وثمن الرئيس تبون مواقف القيادة الإيرانية الداعمة للشعب الفلسطيني والرافضة للعدوان الصهيوني، في «ظل الصمت المخزي لبعض الدول»، وأعلن الاتفاق مع نظيره الإيراني «على تكثيف التنسيق والتشاور حول القضية الفلسطينية». إلى جانب ذلك، استعرض الرئيس تبون، مع رئيسي، الأوضاع في منطقة الساحل الإفريقي ومستجدات قضية الصحراء الغربية، قبل أن يعرب عن ارتياحه لتطابق وجهات النظر ويؤكد مواصلة الجهود لحفظ الأمن والسلام الدوليين، مشيدا في الوقت ذات بالموقف الإيراني الداعم لعضوية الجزائر غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي. الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أكد بدوره أن القضية الفلسطينية شكلت جهور المحادثات التي جمعته بالرئيس تبون، مسجلا مواقف مشتركة تدعم الشعب الفلسطيني وتدين الاحتلال الصهيوني الذي «يرتكب حرب إبادة في قطاع غزة، من خلال استهدافه الأطفال».