مما لاشك فيه، أن المعلم في الوقت الراهن يكابد صعوبات أنهكت قواه بالرغم من انها كانت من المفروض هامشية، الا ان استفحال الأمراض المستعصية والمشاكل المترتبة عن البيروقراطية، ناهيك عن الترسانة من القوانين وما يقابلها من وثائق يستحيل على الواحد منا استخراجها في وقت قياسي عند زيارة الضمان الاجتماعي، جعلت الكثير يفكر في هجرة الاقسام وترك مهنة التعليم الى الأبد دون رجعة. فقد علمنا من مصادر بقطاع التربية بولاية سكيكدة، أنه هناك المئات من الملفات التي اودعت لدى مصالح مديرية التربية لغرض الحصول على التقاعد، خصوصا لدى المعلمين والمعلمات التي بلغوا سن التقاعد، اي عملوا في سلك التعليم لمدة 32 سنة أو بلغوا 60 سنة، مما يحق لهم طلب الإحالة على التقاعد العادي، وقد شهدت مصلحة التقاعد بمديرية التربية العشرات من الملفات التي يريد اصحابها الإحالة على التقاعد المسبق لدى المعلمين الذين لم يبلغوا 32 سنة عمل بالقطاع وبلغوا سن 50 سنة، خصوصا وان المصالح المعنية حددت تاريخ 30 مارس من الشهر الجاري، آخر أجل لاستقبال الملفات الإدارية للتقاعد المسبق.كما عرف القطاع بولاية سكيكدة هجرة جماعية للعديد من الكفاءات ذات خبرة عالية من فئة أبناء الشهداء الذين غادروا القطاع بعد استفادتهم من سنوات كفاح ذويهم الشهداء والمقدرة بسبعة سنوات تضاف الى سنوات عملهم بالقطاع التربوي، مما زاد في رفع مؤشر هجرة الكفاءات صاحبة الخبرة والتكوين المستمر في ميدان التعليم، ليفقد هذا الأخير خيرة ابنائه من اصحاب الخبرة، والتمرس في معاملة البراءة التي تحتاج الى تأهيل، وقدرة على الصبر في المعاملة لترغيب الجيل الناشئ في مزاولة الدراسة باجتهاد مستمر. وقد ارجع احد المعلمين الذين التقت بهم جريدة “الشعب" إلى تدافع وتزاحم موظفي القطاع سواء كانوا في الطور الأساسي أو الطور الثانوي أو إداريين على مديرية التربية لدفع ملفات الاحالة على التقاعد، بسبب رغبة الكثير من موظفي التربية في الاستفادة من منحة التقاعد التي تمنحها اللجنة الوطنية للخدمات الاجتماعية “منحة التقاعد" التي تقدر ب 25 مليونا، إلى جانب حصول هذه الدفعة التي استوفت 5 سنوات من معاش يساوي راتب آخر شهر، وهو ما يعني عدم زبر معاشه بعد خروجه للتقاعد.خصوصا وقد تقرّر تمكين الأسرة التربوية من منحة الخدمات الاجتماعية، والتي تقرر خلال أكتوبر 2012 حصول كل متقاعدي التربية على منحة نهاية التقاعد والمقدرة ب25 مليونا، وهو ما جعل الكثير من المعلمين والأساتذة يفضلون التوجه لخيار التقاعد عكس السنوات الماضية، التي كان فيها موظف القطاع عندما يستفيد من التقاعد يتدحرج راتبه إلى حوالي النصف. كما أكد “س،ر" ممثل لجمعية اولياء التلاميذ بمدرسة بوعافية احسن بوسط المدينة، ان التوظيف العشوائي على اساس الشهادات او المسابقات دون المرور على التكوين البيداغوجي، أثّر على اداء المدرسة، وان المدرسين الجدد الذين ليست لهم خبرة في التدريس ، سببا في تفشي نفور التلاميذ من المدارس، والحصول على نتائج ضعيفة، خصوصا المعلمين الذين لا يربطون علاقات طيبة مع التلاميذ ولا يحاولون فهمهم ولا يهتمون بانشغالاتهم، وبالتالي يضيف نفس المتحدث، “يلاقي المعلم كرها ونفورا من التلاميذ، لهذا لابد من ضرورة تكوين المعلمين الجدد في الجانب التربوي والنفسي للتلميذ من اجل تكفل احسن به، وتعويض في نفس الوقت جانب الخبرة غير المتوفر للمعلم.