رغم تعوّدنا على انتشار ظاهرة تغيير النشاط التجاري مع حلول شهر رمضان من كل عام، نحو بيع العديد من المواد الاستهلاكية والحلويات، لكن بروز ظواهر أخرى تستدعي الانتباه ووضع حدّ لها لأنها لم تكن تسجل كثيرا، نجد على سبيل المثال احتراف التاجر لنشاط تجاري متعدد ومتنوع في محل تجاري واحد، وبدأت هذه الظاهرة الغريبة تنتشر بشكل ملفت للنظر، رغم أنها غير مقبولة، ويعاقب عليها القانون. تغلق العديد من المطاعم ومحلات الأكل السريع في شهر الصيام أبوابها، وبعضها يؤجر لبيع الحلويات أو العصائر والبعض الآخر يستعمله نفس التاجر لاحتراف عدة نشاطات تجارية، على خلفية الوقوف عند ظاهرة قيام تاجر يملك خلال أشهر السنة لمطعم صغير يبيع فيه الدجاج المشوي والسندويشات، أما خلال شهر رمضان ومنذ بدايته، يفاجئ الزبائن، بأنه يعرض كل ما يحتاجه الزبون من عصائر وزيتون على اختلاف ألوانه وأنواعه، وكذا حلويات تقليدية مثل قلب اللوز والزلابية وإلى جانب النعناع والبقدونس والديول والقطايف والمياه المعدنية والخبز وما إلى غير ذلك، ويبدو المنظر داخل المحل التجاري وخارجه أي فوق الرصيف، غريبا وغير متناسق، تشعر وكأنك أمام ظاهرة منفّرة للمستهلك. إن اختفاء مثل هذه السلوكات التي تصدر من تجار هواة، همّهم الأول والوحيد الكسب الوفير والسريع، بل ويرون في شهر الصيام، فرصة لمضاعفة أرباحهم وتحصيل مداخيل إضافية، مرهونة بتحرّك دور الرقابة في الوقت المناسب والمكان المناسب، لتضرب بيد من حديد، وتزيل كل الظواهر المسيئة للسوق وللنشاط التجاري، وكما يقال من يحقق أرباحا فإن "العام طويل"، ولأن المحل التجاري ليس طاولة منتصبة في جانب من سوق الخضر والفواكه.