نظم مركز البحث العلمي والتقني للمناطق الجافة ببسكرة، نهاية الأسبوع المنصرم، بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية، يوما دراسيا بمناسبة اليوم العالمي للصحة النباتية، تحت عنوان "الآفات الزراعية في واحات النخيل وآثارها الاقتصادية"، احتضنته مزرعة نموذجية تقع ببلدية طولقة على بعد 35 كم غرب عاصمة الولاية بسكرة، لصاحبها غلام عطية، أحد الناشطين في مجال زراعة النخيل. أكد الدكتور بلال نية، باحث بمركز البحث العلمي والتقني للمناطق القاحلة، قسم تطوير زراعة النخيل، "فرقة البحث والرصد الفينولوجي في الوسط الواحاتي"، أن التقليل من استعمال المبيدات الملوثة للتربة والمياه، والمؤثرة على التنوع البيولوجي، وقتل الحشرات المفيدة والطيور النافعة، وبالدرجة الأولى المحافظة على صحة الإنسان، يدخل في صلب اهتمام نشاط الباحثين، مشيرا إلى براءة اختراع تتعلق بجهاز إنذار مبكر ضد آفة البوفروة، مؤكدا أن الفلاحين يعلمون بأن هذه الآفة تنتشر عند ارتفاع درجة الحرارة والجفاف، والصعوبة التي يواجهها هؤلاء في مقاومة الآفة، ظهورها المفاجئ الذي لا يمهلهم المدة الكافية للتدخل ومقاومتها. وأضاف المتحدث قائلا: "تم التفكير في إطار مشروع وطني للبحوث، لإيجاد حل لمقاومة تلك الآفة، ربحا للوقت وتقليل الاستعمال المفرط للمبيدات التي تؤثر سلبا على المحيط وصحة الإنسان"، موضحا أن الاختراع يعتمد على الوحدات الحرارية، حيث تم تطوير الجهاز وتثبيته بعدة مناطق، ويقوم بالتقاط الحرارة والرطوبة، وجمع البيانات ثم إرسالها قبل تحليلها. وأفاد رحماني قويدر، رئيس القسم الفرعي الفلاحي بدائرة طولقة في تصريح ل« المساء"، أن السنوات الأخيرة تميزت بتسجيل آفات كثيرة منها داء البوفروة المؤثر جدا على إنتاج التمور بالمنطقة، مشيرا إلى تدخل وزارة الفلاحة من خلال تزويد الفلاحين بالأدوية والمبيدات الضرورية التي سمحت بتحسن ملحوظ للمردودية، وارتياح الفلاحين الذين ثمنوا مجهودات الدولة، معتبرا مبادرة مركز البحث التقني والعلمي للمناطق القاحلة، تصب في هذا الاتجاه، وتعطي دفعا قويا لحماية منتوج التمور الذي يعد ثروة هامة باعتباره أحد روافد الاقتصاد الوطني. ومن جهته، أكد الدكتور بن صالح كمال، أحد الباحثين بمركز البحث العلمي والتقني للمناطق القاحلة ببسكرة، بحضور باحثين بالمعهد التقني لتطوير الفلاحة الصحراوية، والغرفة الفلاحية، والمعهد الوطني لوقاية النباتات، أن هذا اليوم الدراسي احتضنته مزرعة "غلام عطية" التي تقع بمنطقة المقطوفة معتبرا استجابته وترحيبه بالفريق المنشط للفعالية، يدل على اهتمام هذا المزارع بالتقنيات الحديثة المتعلقة بمقاومة الآفات النباتية، مشيرا الى أن الأبحاث تقدم حلولا عملية لتفادي الإصابات، خاصة الآفات التي لها أثر اقتصادي، على غرار حشرة وحيد القرن، وسوسة التمر وآفة البوفروة. وتطرقت كل من المهندستين الرئسيتين في الفلاحة، أرتيمة ليندة، وعدوان سلمى، من المعهد التقني لتنمية الزراعات الصحراوية، الى التركيز على معالجة وتطوير الزراعات الصحراوية، باعتبارها من أولويات المعهد، معتبرتين استعمال التقنيات الحديثة، يساهم في زيادة الإنتاج بشكل جذري، ومرافقة الفلاحين يضمن الجودة التي تسمح للمنتجات الجزائرية للولوج إلى الأسواق العالمية. وسمحت الاستبيانات والتحقيقات حول المكافحة البيولوجية–حسبهما- باستنتاج أن المكافحة البيولوجية لم يستسغها الفلاحين، حيث باتوا يعتمدون على المكافحة الكيميائية، حيث أن تفضيل استعمال المبيدات من قبل المزارعين له مبررات، منها "سعر تلك المبيدات المنخفض نسبيا وفعاليتها، مع تجنب استعمال الوسائل البيولوجية لغلاء الأسعار والفاعلية، والنتائج غير المضمونة حسب إعتقادهم"- تقول المهندستين-.