التنفيس عن أزمات داخلية متزايدة للمغرب ومحاولة تسجيل نقاط افتراضية لجأ النظام المخزني، مرة أخرى، إلى الرياضة للتنفيس عن أزماته الداخلية المتزايدة ومحاولة تسجيل نقاط سياسية وهمية، من خلال السعي المرضي لقرصنة الشرعية الدولية، والتعدي على اللوائح القانونية المؤطرة لكرة القدم على مستوى الاتحادية الدولية لكرة القدم (فيفا) والكنفدرالية الإفريقية لذات اللعبة (كاف). بعدما اشتهرت في السنوات الأخيرة، بممارسة أعلى درجات اللصوصية في الكرة الإفريقية خدمة لأجندة سياسية فاسدة، تواصل الجامعة المغربية لكرة القدم ممارساتها الرامية لتغطية الفشل السياسي والاقتصادي للمخزن وما ينجم عنه من حالة غليان شعبي تأخذ شكل الانفجار الوشيك. وتكشف المحاولة الاحتيالية لفريق نهضة بركان، منافس اتحاد العاصمة في نصف نهائي الكاف، بلعب المقابلة بأقمصة تحمل خارطة وهمية لا أساس لها في الواقع ولا في القانون الدولي، هوس المخزن بالبحث عن تسجيل النقاط السياسية الوهمية. وبدلا من الاستجابة للمظاهرات اليومية المناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وإنصاف مواطنيه المسلوبة ممتلكاتهم وأراضيهم لتمنح للصهاينة في وضح النهار، وبدلا من إنهاء معاناة ضحايا زلزال الحوز الذين يبيتون في العراء، لم تجد بلاد مراكش، سوى افتعال أزمة في مباراة كرة قدم، لمواصلة الإبداع في فن صناعة الوهم وإلهاء الرأي العام الداخلي. وعوض وضع خطط لإيقاف سيل المديونة الخارجية التي تقترب من عتبة ال100 دولار، وإيجاد حلول لأزمة الجفاف والخجل من صورة البلد الدولية التي ارتبطت بصناعة الحشيش والمخدرات، يلجأ المخزن عبر وزير ماليته فوزي لقجع، ليصرف أموال العائدات الإجرامية في إلهاء الشعب المغربي والقيام بمحاولة أخرى لاستفزاز الجزائر، عبر كرة القدم. مشكلة النظام المخزني، تكمن في التصاقه بفكرة صناعة الوهم ومحاولة حقنه غصبا في عقول الشعب المغربي الذي يقال له في المساء بضم إقليم الصحراء الغربية، وأنها موجودة في خارطة وهمية رسمت على قميص فريق لكرة القدم، ليستيقظ صباحا فيجد أن قضية الصحراء الغربية العادلة والمشروعة ما زالت مطروحة على مستوى اللجنة الأممية لتصفية الاستعمار، وأن بعثة المينورسو المكلفة بتنظيم استفتاء تقرير المصير مازالت موجودة تمارس مهامها لهذا الغرض، ولا يملك سدنة المخزن أية حيلة لتغيير هذه الحقائق غير الكذب ثم الكذب. لقد قام فريق نهضة بركان مدفوعا بتجار الوهم والسموم، بالتعدي على الشرعية الدولية التي تؤكد أن إقليم الصحراء الغربية لا علاقة له بخارطة المغرب الرسمية، كما تعدى على لوائح وقوانين الفيفا والكاف التي تحظر إقحام السياسة في الرياضة وتمنع استخدام الشعارات السياسية مهما كانت. كما حاول هذا الفريق عبثا، تجريب حظه في تجاوز خطوط السيادة الوطنية الجزائرية، بإدخال خرائط وهمية إلى التراب الوطني، ليكتشف حجم الورطة التي زج به فيها، ويعرف المعنى الحقيقي للسيادة، في وقت استباح الصهاينة بشكل علني الأرض والعرض المغربيين جهارا نهارا منذ حلول لعنة التطبيع. لا يمكن للرياضة أن تعويضا عن النقائص الفادحة، مهما علت مكانتها وازداد اهتمام الشعوب بها، وهذا ما تدركه الجزائر دولة وشعبا، وتجسد في بيانات المساندة التي تهاطلت على نادي اتحاد العاصمة من قبل كل النوادي الجزائرية، التي صالت وجالت في إفريقيا، وتدرك جيدا القيم النبيلة والأخلاق السامية للرياضة. في المقابل، ستسجل السنوات الأخيرة، على أنها الأسوأ على الإطلاق في تاريخ الكاف، حيث يظهر تفرد المال الفاسد الناجم عن عائدات المخدرات، بالواجهة الأمامية لها، والنتيجة أن معظم فرق القارة سواء منتخبات وطنية أو نوادي تشتكي من الأداء التحكيمي المشبوه الذي سمح لنهضة بركان ببلوغ الدور النصف النهائي لمنافسة الكاف على حساب نادي أبو سليم الليبي، بممارسة السرقة الموصوفة. وفي جميع الأحوال، لا يخص الموقف الجزائر لوحدها، وإنما القارة الإفريقية جمعاء، حيث لا ينبغي للدول الإفريقية أن تسمح بمثل هذه المناورات التي تستهدف عضوا مؤسسا للاتحاد الإفريقي، والمتمثل في جمهورية الصحراء الغربية، وينبغي للكاف أن تتحمل مسؤوليتها كاملة.