أبرز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم مرة أخرى، "انحيازه" للمخزن واللوبي المغربي داخل أروقته؛ بدوسه على لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم بخصوص "رفض الشعارات السياسية" في كرة القدم، عندما رخّص لنادي نهضة بركان، بارتداء قمصان تحمل خريطة "وهمية" ؛ لمحاولة تمرير رسائل سياسية "مسمومة" على أرض الشهداء والأبطال؛ ما يؤكد وقوع الهيئة القارية رهينة للمخزن، وخيانة رئيسها موتسيبي لتاريخ جنوب إفريقيا النضالي، ورمزها السياسي نيلسون مانديلا، خاصة أن جنوب إفريقيا تدعم قضية الصحراء الغربية قلبا وقالبا. يخالف موقف الكاف الغريب بشكل واضح، ما تمليه قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، وفي مقدمتها المادة الرابعة من لوائح الهيئة الدولية، التي تصر على وجوب "ألا تحمل المعدات الرياضية والأقمصة أي شعارات أو بيانات، أو صورا سياسية أو دينية أو شخصية". وتنص أيضا على عدم كشف اللاعبين عن الملابس التحتية التي تحمل أي شعارات أو بيانات أو صور سياسية أو دينية أو شخصية أو إعلانات غير شعار الشركة المصنّعة. وهي اللوائح الواضحة التي تعني، بشكل قاطع، رفض ما يسعى إليه نادي نهضة بركان، الذي يحاول تمرير خريطة وهمية ومزعومة بطريقة بائسة، وب"دعم" مفضوح من مسؤولي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذين باتوا مجرد دمى بأيدي المخزن؛ بدليل أنهم رخصوا للنادي المغربي خلال الاجتماع التقني لمباراة الاتحاد ونهضة بركان أول أمس، بارتداء هذا القميص "المفضوح"؛ بحجة أنه تم "اعتماده" سابقا ولو أن الأمر غير قانوني في الأساس، وغير أخلاقي بالمرة، ويضرب الروح التحررية في القارة الإفريقية. وشددوا على السلطات الجزائرية بضرورة رفع الحجز عن أقمصة نهضة بركان المحتجزة لدى الجمارك. منتخب صربيا والسوبر التركي أفضل دليل الغريب أن الاتحاد الدولي لكرة القدم، يصر على رفض كل محاولة لانتهاك لوائحه بخصوص الشعارات السياسية؛ بدليل فتحه تحقيقا بخصوص ما قام به المنتخب الصربي خلال كأس العالم 2022 داخل غرف الملابس قبل مواجهته البرازيل آنذاك، عندما قام بتعليق لافتة سياسية تتعلق بدولة كوسوفو المستقلة المجاورة في غرفة تبديل الملابس. وأظهرت اللافتة خريطة لصربيا تضم أراضي مقاطعتها السابقة، والتي تُعد دولة مستقلة منذ ما يقرب من 15 عاما، وشعارا بمعنى "لا استسلام"، وهو ما اعتبرته الفيفا منافيا لقوانينها. ونفس الشيء ينطبق على مسألة إلغاء مباراة السوبر التركي في السعودية بين غالتاساراي وفنرباتشي شهر ديسمبر من العام الماضي؛ حيث رفض المنظمون السعوديون دخول لاعبي الفريقين بقمصان تحمل صورة رئيس تركيا التاريخي، كمال أتاتورك. كما أنصف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، نادي الاتحاد السعودي، الذي رفض خوض مباراة آسيوية في إيران أمام نادي سباهان، عندما قام الأخير بوضع تمثال داخل أرضية الملعب لأحد رموزه السياسية. ومنح الاتحاد الآسيوي نقاط الفوز للنادي السعودي؛ من منطلق أن النادي الإيراني خرق لوائح الاتحاد الدولي، ووظّف السياسة في كرة القدم. "المخزن" يحاول "يائسا" تسميم كل حدث رياضي في الجزائر وليست هذه المرة الأولى التي يسعى فيها "المخزن" ل"تسميم" كل حدث رياضي كبير في الجزائر، كما حدث خلال الألعاب المتوسطية صيف عام 2022 بوهران، وبطولة إفريقيا للاعبين المحليين بداية عام 2023، وكأس أمم إفريقيا تحت 17 عاما، التي جرت شهر أفريل من عام 2023 بالجزائر؛ حين حاول المغرب في كل مرة، التشويش على النجاح الجزائري الرياضي تنظيما ونتائج؛ حيث قاطع "شان 2022" بحجة رفض الجزائر الترخيص له في السفر برحلة مباشرة. كما حاول بشكل بائس ويائس، التأثير على النجاح التنظيمي الباهر لألعاب المتوسط صيف 2022 بوهران أيضا، بذات الحجة أيضا، لكنه اضطر للمشاركة في الأخير لأنه يعرف جيدا، أنه لن يحظى بذات "الحماية" في الاتحاد المتوسطي كما يحصل له دائما داخل أروقة الكاف، التي فتحت تحقيقا في كلمة حفيد نيلسون مانديلا خلال افتتاح "شان الجزائر" بضغط من "المخزن" ؛ بحجة توظيف شعارات سياسية، في وقت أغمضت فيه أعينها في قضية نهضة بركان. نجاح الدبلوماسية الجزائرية يقلق "المخزن" يرى كثير من المحللين أن نجاح الدبلوماسية الجزائرية في الآونة الأخيرة؛ سواء من خلال حشد التأييد لقضية الصحراء الغربية ومحاولة تصفية آخر استعمار بالقارة السمراء، أو دعم القضية الفلسطينية علنا وبنجاحات سياسية باهرة ظهرت من خلال ما قامت به الجزائر داخل مجلس الأمن الدولي بخصوص التصويت على العضوية الدائمة لفلسطين بذات المجلس قبل أن يجهض "الفيتو" الأمريكي في آخر لحظة هذا القرار الذي حظي بتصويت غالبية الأعضاء، بات يقلق "المخزن المتصهين"، الذي سارع إلى التطبيع، ومعاداة القضية الفلسطينية؛ بدليل موقفه المفضوح في جرائم الحرب والإبادة البشرية التي تقودها دولة الاحتلال بغزة منذ أشهر، وهي كلّها معطيات دفعت "المخزن" إلى تسييس كرة القدم والرياضة؛ في محاولة منه للشعور ب"الرضا عن النفس"، وهو الذي يخوض العديد من المعارك الخاسرة أخلاقيا وسياسيا ورياضيا. لماذا لا يستعمل منتخب المغرب "خريطته المزعومة" دوليا؟ ويتساءل الجزائريون والعديد من المتابعين عن عدم استعمال المنتخب المغربي لكرة القدم "إن كان يعتقد أنه على حق"، خريطته المزعومة في مبارياته الدولية والرسمية؛ لأنّه هو الأولى بالدفاع عن "قناعات وأفكار المخزن"، ويتمتع ب"الشرعية السياسية" أكثر من الأندية على حد تعبير بعض المحللين، لكنّه يكتفي بالامتثال لقوانين الفيفا بهذا الخصوص؛ من خلال توظيف العلم المغربي فقط، كما هو متعارَف عليه عالميا. واضطر للرضوخ للوائح الفيفا والأمم المتحدة عندما قام بطبع خريطة المغرب فقط بدون الصحراء الغربية، في الملصق الترويجي الأولي لتنظيمه مونديال 2023 مع كل من إسبانيا والبرتغال، وهي كلها معطيات تبرز محاولات "المخزن" اليائسة لاستغلال "لوبياتها" القوية داخل الكاف؛ لتحقيق "انتصارات وهمية ومزعومة"، تسعى للترويج لها بعض الأبواق المأجورة، والذباب الإلكتروني "لحاجة في نفس يعقوب".