لم يغير نظام المخزن من طبعه السيئ بتمسكه بسياسة التصعيد تجاه الجزائر، رغم الخطاب المرن الذي أبدته السلطات الجزائرية في الفترة الأخيرة، حيث وقع مرة أخرى في وحل غيه بعد أن حاول إقحام الرياضة في السياسة، من خلال استغلال المواجهة بين فريق اتحاد العاصمة مع فريق نهضة بركان المغربي، للترويج لأطروحاته بخصوص قضية الصحراء الغربية، المسجلة لدى الأممالمتحدة بكونها قضية تصفية استعمار. لم يكن مفاجئا أن تصدر مثل هذه التصرفات من فريق سبق وأن ترأسه فوزي لقجع المقرب من المخزن والمعروف بأنشطته المشبوهة داخل "الكاف"، بشهادة العديد من الاتحاديات الافريقية، غير أن هذه المخططات الاستفزازية سرعان ما ذهبت في مهب الريح بعد أن تفطنت لها مصالح الجمارك بمطار هواري بومدين، حيث اكتشفت إحضار الفريق المغربي لأقمصة بها خريطة سياسية وهمية تضم أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. ورغم أن هذا التصرف الاستفزازي كان يستهدف الجزائر التي تتبنى قضايا تصفية الاستعمار ومن بينها ملف الصحراء الغربية المدرج في إطار الأممالمتحدة، إلا أن الجزائر لم تقع في فخ التهور المخزني وسعت إلى معالجة الحادثة في إطار القوانين الرياضية القارية والدولية التي تحظر مثل هذه الممارسات، من خلال تطويق تداعيات هذا الاستفزاز برؤية قانونية، استنادا إلى قوانين "الكاف" و"الفيفا" التي "تمنع استعمال أي رموز سياسية أو دينية أو ما يميز بين أي بلد أو شخص أو مجموعة بسبب العرق والدين والسياسة"، ما يعني أنه من حق الجزائر رفض تلك القمصان. وليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها المغرب تعكير الأجواء الرياضية في الجزائر، حيث سبق له أن فعل ذلك خلال كأس افريقيا للمحليين "الشان" العام الماضي، حيث قررت الجامعة المغربية لكرة القدم الانسحاب من هذه الدورة بعد عدم حصولها على رد من الاتحاد الإفريقي للتوجه إلى الجزائر في رحلة مباشرة عبر الخطوط الملكية المغربية، محاولة ضرب قرار الجزائر السيادي باغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية، إثر قطع العلاقات سنة 2021. كما سبق لعناصر من الفريق المغربي للناشئين الذين شاركوا في بطولة العرب بوهران عام 2023، أن خربوا مقر إقامتهم بفندق "رودينا" قبل مغادرتهم الجزائر إثر الخسارة التي تعرضوا لها في النهائي بركلات الترجيح 2-4 أمام الجزائر. وحاول المخزن أيضا التشويش على الألعاب المتوسطية التي احتضنتها مدينة وهران سنة 2022، عبر الترويج لاشاعات مفادها منع الجزائر من دخول تسعة صحافيين مغربيين، في حين أن السبب كان لعدم حصولهم على الاعتماد اللازم لتغطية الحدث الرياضي وعدم ورود أسمائهم في القائمة التي أرسلتها إدارة البعثة المغربية إلى لجنة التنظيم، ليتم بعد ذلك ترحيلهم إلى تونس ومنها إلى المغرب. وبذلك يحاول المخزن في كل مرة افتعال أزمات وهمية، قصد إثارة المزيد من المشاحنات في سلوك استفزازي يعكس حقيقة السياسة العدائية التي ينتهجها تجاه الجزائر، هدفه من كل ذلك أن يستغل ملف الرياضة والإصرار على تسييسها لخدمة أجنداته الضيقة، في الوقت الذي ترجمت فيه التصريحات الأخيرة للمسؤولين الجزائريين رحابة صدر كبيرة تجاه المغرب. وعكس التصرفات المستفزة للمغرب، فانه لم يسبق للجزائر أن أخلطت الرياضة بالسياسة، حيث سبق لرئيس الجمهورية أن أشاد بمستوى أداء الفريق المغربي خلال مشاركته في كأس العالم التي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة. كما سبق للجزائر أن دعمت سنة 2018 ملف ترشح المغرب لاحتضان نهائيات كاس العالم لسنة 2026 "بكل فخر و اعتزاز" في الوقت الذي سحبت فيه العديد من الدول الموالية له البساط من تحت أرجله .