تجارب الأفارقة مع العبودية ونهب الأرض تدفع إلى مناهضة الاستعمار أينما وُجد موقف الجزائر ثابت تجاه القضية الفلسطينية وداعم لحق شعبها تبّني مواقف إفريقية مُوّحدة تجاه القضية الصحراوية العادلة استقبل رئيس مجلس الأمة، صالح ڤوجيل أمس الاثنين بالجزائر العاصمة، رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية الكونغو، إيزودور امفوبا، حيث استعرض الطرفان واقع وآفاق العلاقات التاريخية بين البلدين، بحسب ما أورده بيان للمجلس. شكّل اللقاء، الذي جرى بمقر المجلس، سانحة «لاستعراض واقع وآفاق العلاقات التاريخية بين الجزائروالكونغو، وهما يتقاسمان الفضاء الإفريقي بخصوصياته وتحدّياته وسبل ترقيتها وتعزيز جانبها البرلماني من خلال تكثيف التعاون والتنسيق بين ممثلي الشعبين الصديقين وفق توجيهات قائدي وحكومتي البلدين». وبالمناسبة تباحث الطرفان «تفاصيل الراهن الإفريقي سياسيا واقتصاديا وأمنيا وتنمويا، وتبادلا وجهات النظر حول عديد القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وثمّن قوجيل علاقات «الصداقة القوّية التي تربط الجزائروالكونغو الممتدة عبر نضالهما المشترك ضد قوى الاستعمار، والقائمة على التعاون والتضامن والمساندة في المحافل الدبلوماسية الإقليمية والدولية، والنابعة من التمسك بالقيم الإفريقية الأصيلة الداعية إلى التآزر والتضامن والوحدة بين أبناء القارة». ودعا رئيس المجلس إلى «تعميق التقارب» القائم بين البلدين للوصول به إلى «مستوى رفيع مستدام من التشاور والشراكة المثمرة في كافة المجالات، لاسيما في ظل التكامل الاقتصادي الإفريقي الواعد لمنطقة التجارة الحرّة القارية»، مؤكدا في ذات الصدد، أن كل «تقارب بين الأفارقة يشكل جدارا يحبط الخطط والمؤامرات التي تستنزف ثرواتهم وتستهدف سيادتهم على أرضهم، ويسهم في إرساء السلم والأمن والاستقرار في ظل التحديات الدولية المتسارعة التي يشهدها العالم، وتداعياتها الخطيرة على أمان والسلم الغذائي للشعوب الإفريقية». كما دعا إلى ''تجسيد تعاون نوعي بين الجزائروالكونغو في جميع المجالات''، مستعرضا «مناخ الاستثمار السائد في الجزائر الجديدة، المحصن بتشريعات ضامنة، والمحفز للشراكة وخلق الثروة». ومن ذات المنظور، أبرز «الأولوية التي تمنحها الجزائر للدول الإفريقية من أجل تعافيها الاقتصادي، ومشاركتها في كافة المبادرات والآليات الدولية والإفريقية ذات الصلة بالتنمية المستدامة في القارة». ولدى تطرقه إلى القضايا الدولية —وفق ذات المصدر— جدّد قوجيل «التأكيد على موقف الجزائر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والداعم لحق شعبها في المقاومة حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف»، مؤكدا أن «تجارب الأفارقة مع العبودية ونهب الأرض يجب أن تدفع دول القارة إلى مناهضة الاستعمار أينما وجد، وإلى مساندة حقوق الشعوب في الحرية والسيادة والعيش الكريم». وفي سياق ذي صلة، دعا إلى «تبني مواقف إفريقية واضحة وموحدة تجاه القضية الصحراوية العادلة، والعمل على تطهير القارة من عار الاستعمار عبر مساندة حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والاستقلال». من جهته، عبّر رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية الكونغو عن سعادته بزيارة الجزائر، مبديا «إعجابه بالتطور الذي تشهده الجزائر الجديدة، وبالتجديد والتغيير الحاصلين فيها على كافة المستويات». كما تطرق إلى «اعتزاز بلاده شعبا وقيادة بالعلاقات الطيبة التي تجمع الكونغووالجزائر»، معبرا عن تطلعه إلى «ترقية هذه العلاقات لاسيما في الجانب الاقتصادي والتجاري، وذلك عبر تعزيز التبادلات وتسهيل حركة تنقل الأشخاص وفتح خط جوي مباشر بين الجزائر وبرازافيل». وأعرب امفوبا بالمناسبة، «رغبة بلاده في تكثيف تبادل الخبرات والتجارب في مجالات الطاقة والمحروقات»، داعيا إلى «ضرورة استغلال الفرص التي تتيحها اتفاقية التجارة الحرّة القارية الإفريقية من أجل إقامة تكتل اقتصادي إفريقي ثنائي ومتعدد الأطراف يرقى إلى حجم المقدرات والإمكانيات الهائلة التي تزخر بها دول القارة، وذلك من أجل إقامة شراكة متوازنة، تسرّع وتيرة التنمية المستدامة في إفريقيا». وخلص البيان إلى الإشارة إلى اتفاق الجانبين على «تعزيز التعاون بين برلماني الجزائروالكونغو، وتكثيف الزيارات وتبادل الخبرات، مع تفعيل مجموعات الصداقة، إلى جانب تنسيق مواقف الهيئات التشريعية في المنابر البرلمانية، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين ومصالح كل الأفارقة».