أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، أن وعي الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه ووطنه سيُسقِطان كل محاولات التهجير المستمرة منذ النكبة عام 1948، وليس آخرها مخططات تهجير سكان غزة بعد 8 أشهر من عمليات التدمير المُمَنهج والإبادة الجماعية المستمرة والتي تسببت بأكثر من 100 ألف من الشهداء والجرحى. وشدّد مصطفى في تصريحاته، أمس، بمناسبة ذكرى النكبة، على أن تصاعد اعتداءات الاحتلال ومستعمريه في الضفة الغربية بما فيها القدس لن يدفع شعبنا إلى الركوع والاستسلام والرحيل، وسيصمد شعبنا في وجه التهديدات كما صَمد طيلة العقود الماضية. وأشار إلى أن إحياء أبناء شعبنا في الوطن والشتات في مختلف بقاع العالم لذكرى النكبة، وتصاعد التأييد الدولي للقضية الفلسطينية والتظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها أغلب دول العالم، يؤكدان أن الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم، ويعكسان إيمان العالم بحقوق شعبنا، ويكشفان قُبح الاحتلال وزيف روايته، ويقرِّبنا أكثر فأكثر من إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس. واستعاد الفلسطينيون أمس الذكرى ال76 للنكبة، وهو مصطلح يطلقونه على ما حدث في 15 ماي 1948، عندما أُعلن عن قيام الكيان الصهيوني على أراضٍ فلسطينية محتلة. وهجَّرت "عصابات صهيونية مسلحة" آنذاك نحو 950 ألف فلسطيني من مدنهم وبلداتهم الأصلية، من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يعيشون في 1300 قرية ومدينة. حيث لجأوا إلى لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة. وفي 15 ماي سنويا، يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة عبر مسيرات وفعاليات ومعارض داخل الأراضي الفلسطينية وفي أنحاء العالم، للمطالبة بحقوقهم وبينها حق عودة ملايين اللاجئين. وحسب جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، عبر بيان في 12 ماي الجاري، قتل الاحتلال الصهيوني 134 ألف فلسطيني وعربي في فلسطين منذ 1948. إلى جانب تسجيل نحو مليون حالة اعتقال، وفق جهاز الإحصاء، منذ "نكسة" حرب 1967، حين احتل الكيان الغاصب قطاع غزةوالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. «مفتاح العودة" في أيديهم في الذكرى ال76 للنكبة التي حلّت هذا العام، بينما يتواصل العدوان الهمجي الصهيوني على قطاع غزة، أقيمت سلسلة فعاليات تحت شعار: "رغم الإبادة باقون، ورغم التهجير عائدون". وخرج المواطنون الفلسطينيون في مخيمات الشتات وكذلك في القدسوالضفة الغربية في مسيرات حاشدة رافعين أعلاما تحمل أسماء المدن والقرى التي تركها أجدادهم، وأعلام فلسطين والرايات السوداء وأخرى رسم عليها "مفتاح العودة". وبحسب مركز المعلومات الفلسطيني، سيطرت العصابات الصهيونية خلال النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، وتمّ تدمير 531 منها بالكامل، وطمس معالمها الحضارية والتاريخية، وما تبقّى تم إخضاعه لكيان الاحتلال وقوانينه. كما شهد عام النكبة أكثر من 70 مجزرة نفذتها العصابات الصهيونية، التي أمدتها بريطانيا بالسلاح والدعم، كمجزرتي دير ياسين والطنطورة، وأكثر من 15 ألف شهيد والعديد من المعارك بين المقاومين الفلسطينيين والجيوش العربية من جهة، والاحتلال من الجهة المقابلة.