رفع مستوطنون علم الكيان الصهيوني الغاصب خلال اقتحامهم المسجد الأقصى، أمس، تلبية لدعوة منظمة يمينية متطرفة ضمن مناسبة ما يعرف بذكرى التأسيس، فيما اعتبر مسؤول فلسطيني أن ذلك يأتي في سياق الجرائم المتصاعدة واعتداءات المستوطنين على المقدسات. قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن 423 مستوطنا اقتحموا الأقصى صباح أمس، فيما قيدت سلطات الاحتلال دخول المسلمين إلى المسجد. ونشرت منظمة صهيونية متطرفة على شبكات التواصل، مقطع فيديو لمستوطن وهو يرفع علم الكيان خلال اقتحام المسجد الأقصى. وقد ندد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، برفع علم الاحتلال في المسجد الأقصى. وقال إن "الحدث يأتي في إطار حرب الإبادة التي تشنها القوات الصهيونية على شعبنا في كل مواقع تواجده، وما يجري في الأقصى يندرج في هذا الإطار". واعتبر أن "رفع الأعلام في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني دليل على الاحتلال مصر أن استنساخ النكبة على كل المستويات". وطالب "العالمين العربي والإسلامي بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ومحاسبته على جرائمه"، مؤكدا أن "المسجد الأقصى لكل المسلمين، وحمايته شرط مطلوب من العالم الإسلامي، والاحتلال ماضي في تدنيسه وتقسيمه زمانيا ومكانيا". وأعربت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان عن إدانتها "اقتحام متطرفين للمسجد الأقصى ورفعهم للعلم الصهيوني داخل ساحاته تحت حماية شرطة الاحتلال، إضافة إلى إعاقة دخول المصلين للمسجد". وطالبت الكيان "بصفته القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى، واحترام حرمته"، وفق البيان ذاته. إعادة إنتاج النّكبة اعتداءات واستفزازات الصهاينة، تتزامن مع احياء الفلسطينيين للذكرى السنوية 76 للنكبة، التي تأتي هذه المرّة مع استمرار حرب الإبادة في غزة. فقبل 76 عاما من الآن، نجحت الحركة الصهيونية في احتلال أرض فلسطين، من خلال جرائم الإبادة الجماعية، والتهجير القسري، والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، فيما باتت تعرف بالنكبة. وشكلت النكبة التي تزامنت مع اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين مأساة كبرى، أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني، وتشريد مليون فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948، وفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء. ومثل البارحة، لا يزال الاحتلال الصهيوني يمارس أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين، إذ تصاعدت فظائعه خلال العدوان المتواصل على قطاع غزة، ما يعكس إصراره على إعادة إنتاج النكبة، على نحو يفوق النكبة الأولى عام 1948، من حيث مستويات التدمير والتهجير القسري والقتل والإبادة الجماعية. لكن رغم ما يتكبّده الفلسطينيون من أذى ومعاناة، فإنّهم مصرّون على المواجهة والصمود مؤمنين بشعار "فلسطين باقية والاحتلال إلى زوال"، ومستفيدين من حركة تضامن غير مسبوقة على المستوى الدولي، متمثلة في تنظيم العديد من المسيرات المطالبة بوقف الإبادة الجماعية إلى غاية قطع بعض الدول لعلاقاتها الديبلوماسية مع الكيان الصهيوني وقيام دول أخرى على غرار جنوب إفريقيا برفع دعاوى قضائية ضده، وهي كلها تدخل ضمن انتفاضة عالمية لمساندة الحق الفلسطيني وتحجيم الكيان الصهيوني المنبوذ.