لم نتعجّب مطلقا ونحن نقرأ خبر مشاركة أربعة آلاف من الجنود (المخازنية) في إبادة شعبنا الفلسطيني، فهذا أمر طبيعي، إذ لا يعقل أن يظهر (الذيل) بعيدا عن (الدّاب)، أكرمكم الله، ولكننا لا ننكر أننا كدنا نصرخ يوم صوّتت معظم الدّول لصالح العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم المتحدة، حين استمعنا إلى ممثل المخزن وهو يعدّد (مآثر مخزنه!!) في (التّصدي) و(الوقوف) و(التضامن) و(الرّجلة) و(الهلمّ جرّا).. مع الشعب الفلسطيني.. نعم، كدنا نصرخ يومها ونحن نتابع على المباشر أبشع ألوان (الوجه الصحيح).. ولا نستغرب موقف جار السوء، فقد سبق أجداده إلى المتاجرة بدماء أبناء الأمة، ونذكر – على سبيل المثال لا الحصر – كيف تجرّأ المخزن على (التطبيع) مع المستعمرين الفرنسيين وقت احتلال الجزائر، ليرضخ لبنود اتفاقيته البائسة، ويحارب الأمير عبد القادر الجزائري (أملاً) في تسليمه إلى (قاميرة) ونيل رضاها (العزيز!!).. لكن الأحرار البواسل عرفوا كيف يلقنونه درسا تاريخيا في (لبس السروال)، فانقلب إلى أهله (مذعورا).. لا نشكّ في براءة الشعب المغربي الشقيق من الخيانة العظمي التي تجرّأ عليها المخزن، فالمغاربة أنفسهم يعانون الأمرّين تحت حكم لا يعبأ بمصالحهم، ولا يفكر في معاناتهم، وإنما يستغلهم استغلال المستعمِر الحاقد، والبليد البائس، فهو لا يرى في الوجود سوى مصالحه الصغيرة، وهذه – مهما عظمت – لا تتجاوز سهرة في ملهى، أو (دوخة) على شاطئ.. وربما تكون أكبر قليلا، فيفوز ب(مسحة على الرأس) عطفا من صهيوني أو كولونيالي.. مما يروى أن نابليون استقر بمدينة الإسكندرية، فجاءه الخائن الذي مهّد له سبل دخولها.. سارع الإمبراطور إلى إعطائه صرّة من النقود.. الخائن قال إنه فعل ما فعل حبّا لفرنسا، لكن نابليون ردّ قائلا: خذ ثمن خيانتك.. أنت لا خير فيك لأهلك، فهل يكون فيك خير لنابليون؟!.. والحديث قياس..