الكبار يولدون كبارا ويلقون ربهم كبارا.. والجزائر كبيرة بالفطرة، فهي أرض الشهداء الأبرار والرجال الأخيار وقبلة كلّ الشرفاء والأحرار.. مواقف الجزائر الثابتة والخالدة من القضيتين الفلسطينية والصحراوية، وكلّ قضايا التحرّر العادلة النابعة من صرخة تصفية الاستعمار حيثما كان وأينما وُجد، هي كذلك، مبادئ مكتوبة بدماء مليون ونصف مليون من شهداء طردوا المستعمر الفرنسي وهزموه شرّ هزيمة. الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قالها بالفمّ المليان، وعلى لسان كلّ الجزائريين، بأن فلسطين هي أمّ القضايا، وقضية مقدّسة، وقد قالها ذات يوم الرئيس الراحل هواري بومدين، "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". لا يُمكن للجزائر أن تغيّر أو تتغيّر، ولذلك فإنها تثير الهلع والذعر والعقد في عقر ديار المطبّعين الجُدد والقدماء، وتنقل الرعب إلى دواخل "المتصهينين" وعملاء الصهيونية العالمية وبقايا الاحتلال في فلسطين والصحراء الغربية. هكذا هي الجزائر، تشذّ عن "القاعدة" عندما يتعلق الأمر بالقدس التي حرّرها الفاتح صلاح الدين الأيوبي، وقال مقولته التاريخية الشهيرة: "لن يعودوا إليها ما دمنا رجالا"..وطبعا فإن الجزائر من هؤلاء الرجال، الذين منهم من قضوا نحبهم ومنهم من ينتظرون وما بدّلوا تبديلا. المحاولة اليائسة البائسة ل"تخويف" الجزائر الشامخة، باستيراد المخزن المغربي لأصدقائه الصهاينة نحو حدودنا الغربية، بطريقة علنية ورسمية ومفضوحة، مقابل حصوله المزعوم على سيادة وهمية على الأراضي الصحراوية المحتلة، هذه المحاولة الرعناء البلهاء، لن تكون كالعادة سوى قفز انتحاري في الهاوية. يكفي الجزائر شهادة من الأصدقاء والحلفاء، واعترافا من الأعداء، بأن مواقفها ثابتة تجاه القضايا العادلة، أبا عن جد، وهذا نابع من أصالتها التحرّرية، وأصلها الثوري، الذي قد يتعدّد ويتجدّد، لكنه لن يتبدّد أبدا. قوّة الجزائر وصمودها، نابعان من نظافة سريرتها ووحدة مواقفها الرسمية والشعبية، فهي رئيسا وجيشا وشعبا وحكومة ودولة، مع قضايا التحرّر، ببساطة، وبالمختصر المفيد، لأنها انتزعت استقلالها بالنار والحديد والسلاح، وقدمت جحافل وأجيالا من الشهداء والمجاهدين والفدائيين والمسبّلين، في سبيل الحرية والسيادة، وهذا على نقيض الكثير من المطبّعين والمتزاحمين في طابور الخيانة والعمالة. الرئيس عبد المجيد تبون، قالها مرّة أخرى، ومجدّدا، وبالفمّ المليان، في تطمين للجزائريين، ورسائل مشفرة وأخرى واضحة لمن يهمه الأمر في الداخل والخارج: الجزائر قوية، وأقوى مما يظنه البعض..الجزائر لن تتزعزع.