تُواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزّة لليوم ال239 على التوالي عبر شنّ عشرات الغارات الجوّية والقصف المدفعي، مرتكبة المزيد من المجازر بحق المدنيين وسط وضعٍ إنسانيٍ كارثي. انسحبت قوات الاحتلال من مخيم جباليا وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا وبيت حانون وجميع مناطق شمال قطاع غزة مخلفة وراءها دمارا هائلا. استشهد 11 فلسطينياً، من بينهم أطفال ونساء، في قصف الاحتلال الصهيوني منازل المدنيين وسيارة وسط قطاع غزّة. وقالت مصادر محلية أمس، إنّ الشهداء وصلوا أشلاء إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، نتيجة قصفٍ عنيف نفّذه طيران الاحتلال على منزلٍ في مخيم البريج. وارتقى شهداء في استهداف منزلٍ في المخيم الجديد شمال غرب مخيم النصيرات وسط القطاع أيضاً. كما استشهد 3 فلسطينيين من عائلة واحدة في قصف الاحتلال مركبة مدنيّة في شارع الحلو في مخيم النصيرات أثناء عملهم في مجال الإغاثة الإنسانية. ووصل عدد من المصابين إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزّة. الاحتلال يصعّد في رفح في الاثناء، يواصل جيش الاحتلال اجتياح مدينة رفح للأسبوع الرابع على التوالي، وسط تقدم للآليات العسكرية في محاور عدّة، واندلاع اشتباكات عنيفة في قلب المدينة، وتحديدا في المناطق المحيطة ب«تل زعرب" ومخيم "يبنا" وحي التنور. وذكرت وسائل إعلام صهيونية، أن قوات الكوماندوس بجيش الاحتلال تهاجم وسط رفح، وتعمل بشكل ميداني مع قوات الفرقة 162، مدّعية العثور على منصات لإطلاق الصواريخ وممرات أنفاق وعبوات ناسفة تابعة لحركة حماس. بدورها، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف دبابات الاحتلال وآلياته العسكرية في رفح بقذائف الياسين 105، إلى جانب إطلاق قذائف الهاون على تجمعات عساكر العدو وكلّفته خسائر جسيمة. وأقر جيش الاحتلال بمقتل 3 من عساكره وإصابة ضابط وعسكريين آخرين بجروح خطيرة جراء كمين للمقاومة في رفح. دمار هائل في جباليا هذا، وكشف انسحاب جيش الاحتلال الصهيوني من مخيم جباليا ومحيطه عن دمار هائل وكبير، وذلك بعد عملية عسكرية استمرت 20 يوما خلفت كارثة وعددا كبيرا من الشهداء، فيما تصاعدت التحذيرات من مخاطر مخلفات الاحتلال، ودعوات لتجنبها من أجل التعامل معها من قبل الجهات المختصة. وذكر شهود عيان أن آليات جيش الاحتلال انسحبت من مناطق عدة بشمال قطاع غزة، منها مخيم جباليا وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومدينة زايد وبيت حانون. وعقب عملية الانسحاب، أطلق عساكر الاحتلال النار على الفلسطينيين الراغبين في العودة إلى منازلهم في المنطقة، وحاول الفلسطينيون الذين توافدوا إلى المنطقة التي تحولت إلى أنقاض، الفرار لتفادي النيران. وخلّف الجيش الصهيوني دمارا واسعا في منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم، بعد الانتهاء من عمليته العسكرية البرية التي انطلقت في 12 ماي، وتوسعت بعد ثلاثة أيام عقب معارك شرسة خاضها مع فصائل المقاومة الفلسطينية. بدورها، دعت لجنة الطوارئ في محافظة شمال قطاع غزة في بيان، المواطنين إلى التريث وعدم العودة حاليا إلى مناطق الشمال، محذرة في الوقت ذاته من أن الاحتلال ترك خلف آلياته المنسحبة عددا كبيرا من طائرات "الكواد كابتر" التي تطلق النار على الفلسطينيين. وأضافت اللجنة أن "بعض المخلفات الخطيرة لقوات الاحتلال، وجراء المعارك والاشتباكات، ما زالت في الشوارع وبعض المنازل ولم تتعامل معها جهات الاختصاص لتفكيكها؛ مما يعرض حياة المواطنين للخطر". وشهد مخيم جباليا معارك شرسة بين جيش الاحتلال وفصائل فلسطينية، استهدفت قواته المتوغلة بعبوات ناسفة وكمائن وعمليات قنص. صعوبة في انتشال الشهداء كما قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس الجمعة، إنه تم اكتشاف أعداد كبيرة من جثث الشهداء بعد انسحاب الآليات العسكرية الصهيونية من مناطق توغلت فيها شمالي قطاع غزة، وأفادت أن طواقم الإنقاذ تواجه صعوبات في انتشال الشهداء. وأضافت أن "الدفاع المدني يحتاج إلى معدات بشكل عاجل لانتشال الشهداء والجثث من تحت الأنقاض". وحذّرت من أن تعثر عملية انتشال الجثث يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة في مناطق شمال غزة. دعوة لحظر الأسلحة عن الاحتلال أعرب 50 خبيرا أمميا، في مجال حقوق الإنسان، عن إدانتهم لهجمات الاحتلال على رفح جنوب قطاع غزة، مطالبين باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف قتل الفلسطينيين. وقال الخبراء في بيان لهم نشره موقع الأممالمتحدة: "ظهرت صور مروّعة للدمار والتشريد والموت من رفح، بما فيها تمزيق أطفال رضع وحرق أناس وهم أحياء". وقال الخبراء إن قادة الاحتلال، حتى لو زعموا أن الضربات كانت خطأ، لكنهم يتحملون المسؤولية القانونية الدولية، ولن يجعل الغارات أمرا قانونيا يمكن أن يعيد القتلى إلى الحياة، أو ينهي ألم الناجين المكلومين جراءها. وأكدوا على ضرورة أن يتوقف تدفق الأسلحة إلى الاحتلال على الفور، وقالوا إنه من الواضح تماما أن هذه الأسلحة تستخدم لقتل وتشويه المدنيين الفلسطينيين بوحشية. موقف مجلس الأمن لا يتغيّر مرّة أخرى عرقلت الولاياتالمتحدةالأمريكية جهود وقف القتال في قطاع غزة بقولها على لسان وزارتها للخارجية، إن مشروع القرار الذي اقترحته الجزائر بمجلس الأمن الدولي، والذي يدعو لوقف الهجوم على رفح، غير متوازن لأنه لا يحمّل حركة حماس مسؤولية اندلاع الصراع. وقال المتحدث باسم الخارجية، "إنه غير متوازن، ويفتقر إلى الإشارة لحقيقة بسيطة، وهي أن حماس هي المسؤولة عن هذا الصراع". وطوال الفترة الماضية، وفرت الولاياتالمتحدة الحماية لدولة الاحتلال عبر استخدام حق النقض ضد ثلاثة مشاريع قرارات لمجلس الأمن بشأن الحرب في غزة.