كثف الجيش الصهيوني أمس قصفه الجوي والبري والبحري على مناطق وسط القطاع، وارتكب مجازر بمخيم النصيرات أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وذلك أثناء قيامه بعملية تحرير أسرى صهاينة. طالبت وزارة الصحة في غزة المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية بتوفير مولدات كهرباء، وقالت إن توقف المولدات يعني الموت للمرضى والمصابين وانتهاء الخدمة الصحية بالكامل في القطاع. وفي الضفة الغربية، يواصل الاحتلال حملته عبر اقتحام مناطق عدة من بينها مدن الخليل ونابلس وأريحا، في حين أفاد مراسلون أمس باستشهاد فلسطيني برصاص الكيان شرقي طولكرم، في أعقاب اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات العدو في بلدة يعبد غرب جنين. رائحة الموت في كل مكان هذا، واستشهد وجرح العشرات من الفلسطينيين، أمس السبت، في غارات صهيونية عنيفة وغير مسبوقة استهدفت مخيم النصيرات ومناطق شرقي دير البلح ومخيمي البريج والمغازي، وسط قطاع غزة، بالتزامن مع توغل مفاجئ للآليات شرقي وشمال غربي النصيرات. وقال مسؤول بقطاع الصحة في غزة، إن 80 فلسطينيا على الأقل استشهدوا في غارات على النصيرات ومناطق أخرى في وسط غزة. وذكر مراسلون، أن أعمدة الدخان الأسود تصاعدت من كافة أنحاء مناطق وسط قطاع غزة جراء القصف الجوي والمدفعي غير المسبوق الذي يستهدف هذه المناطق. وبحسب شهود عيان، فإن آليات عسكرية للاحتلال توغلت بشكل مفاجئ في مناطق شرقي وشمال غربي مخيم النصيرات بالتزامن مع القصف المدفعي العنيف الذي استهدف مناطق واسعة من المخيم. كما توغلت الآليات الصهيونية قرب جسر وادي غزة على طريق "صلاح الدين" وسط القطاع، ووسعت توغلها في شرقي دير البلح ومخيمي البريج والمغازي. وحلقت طائرات مسيرة بشكل كثيف في سماء مخيم النصيرات وأطلقت النار على كل من يتحرك في طرقات المخيم، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، بحسب ما أفاد مسعفون. نزوح نحو المجهول وقالت مصادر طبية في مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح، إن عدداً كبيرا من الشهداء والجرحى وصلوا إلى المستشفى من مناطق متفرقة من المحافظة الوسطى جراء القصف الجوي والمدفعي العنيف والمتواصل على المحافظة وخاصة مخيم النصيرات. ورصد شهود عيان حركة نزوح للمئات من الفلسطينيين من مناطق متفرقة من مخيم النصيرات باتجاه مدينة دير البلح. وقالوا "إن المئات من الفلسطينيين يركضون في طرقات المخيم هربا من القصف الجوي والمدفعي الصهيوني" الذي يستهدفه بشكل غير مسبوق. وفي الوقت ذاته، اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والقوات الصهيونية المتوغلة شمال غربي النصيرات وشرقي المخيم وفي مناطق شرقي مدينة دير البلح، بحسب مصادر محلية فلسطينية. كما توغلت الآليات الصهيونية، بشكل محدود شرقي حي الزيتون جنوب شرقي غزة، وسط اشتباكات عنيفة مع المقاومة في المنطقة. وفي بيت لاهيا شمال قطاع غزة، استشهد فلسطيني جراء إطلاق طائرة مسيرة للعدو النار عليه شمالي البلدة، بينما قصفت المدفعية الصهيونية مناطق متفرقة من مدينة بيت حانون (شمال) بشكل مكثف. وفي خان يونس جنوبي القطاع، استشهد 15 فلسطينيا في استهداف الطائرات الصهيونية منزلين في بلدة عبسان الكبيرة شرق المدينة، بينما شهدت بلدة القرارة شمالي المدينة والمناطق الشرقية قصفا مدفعيا من آليات الاحتلال المتمركزة شرقاً. وفي رفح أقصى الجنوب، يواصل الجيش الصهيوني عمليته العسكرية في المدينة لليوم ال 34 على التوالي، مع تواصل القصف المدفعي واطلاق النيران واستمرار المواجهات في عدة محاور. الاحتلال يزعم تحرير 4 أسرى في الاثناء، زعمت قوات الاحتلال الصهيوني عن تمكنها من تحرير أربعة أسرى أحياء من مخيم النصيرات وسط غزة، خلال عملية خاصة ارتكبت على إثرها مجزرة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى. وفي بيان مشترك للناطقين باسم جيش الاحتلال والشاباك والشرطة، سُمح بنشر تفاصيل عملية وصفت بالمعقدة، جرى خلالها تحرير أربعة أسرى صهاينة أمس السبت، وجميعهم جرى أسرهم خلال هجوم السابع من أكتوبر الماضي. وقال البيان المشترك، إن "الاسرى جرى الوصول إليهم من قبل مقاتلي الشاباك والجيش من موقعين مختلفين في النصيرات". مشيرا إلى أن "حالتهم الصحية طبيعية وتم تحويلهم لإجراء المزيد من الفحوصات الطبية". ولاحقا، أعلن جيش الاحتلال إصابة عسكري صهيوني بجروح خطيرة تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مروعة في النصيرات، بعد أن شنت قصفا عنيفا على أجزاء واسعة من المدينة ومخيمها، تسبب في سقوط أكثر من 50 شهيدا وعشرات الجرحى، نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، بالتزامن مع توغل محدود في الأجزاء الشرقية والشمالية. الجثث تملأ شوارع رفح أعلن مدير مستشفى الكويت التخصصي في رفح جنوبي قطاع غزة، أن هناك عشرات الجثث ملقاة في شوارع المدينة، قتلهم الجيش الصهيوني بالإضافة إلى مصابين لا تستطيع الطواقم الطبية الوصول إليهم جراء الاستهدافات. وقال صهيب الهمص، مدير المستشفى، في بيان: "هناك عشرات الجثث ملقاة في شوارع رفح، وعشرات المصابين لا تستطيع الطواقم الطبية الوصول إليهم". وأضاف: "الاحتلال استهدف مستشفى الكويت التخصصي (المُخلى سابقًا) في رفح ما تسبب في اندلاع حريق في أجزاء كبيرة منه". وتابع: "الوضع الصحي الآن كارثي للغاية بعد خروج جميع المستشفيات في محافظة رفح عن الخدمة جراء استمرار العملية العسكرية في المحافظة (منذ 6 ماي الماضي)". وحمّل الهمص، الاحتلال مسؤولية استهداف المستشفيات بشكل مباشر وإخراجها عن الخدمة.